لم يتسابق نجوم عمل سينمائي واحد بالحدة والقوة التي ظهر بها السباق إلى أعلى درجات الإجادة بين أبطال فيلم (الجزيرة 2)، الذي عرض في معظم صالات عرض القاهرة ودور العرض العربية في إجازة عيد الأضحى الماضي، فيلم غير منتظر تشارك في بطولته أسماء جدد وكبيرة وجماهيرية في نفس الوقت، مثل أحمد السقا وهند صبري وخالد الصاوي وخالد صالح، الذي كان في هذا الفيلم يجسد آخر أدواره على الشاشة دون أن يعلم، فيلم حقق أعلى نسبة شباك بين الأفلام الحالية. إنه خطوة لم يكن كثير من نجوم وجماهير الشاشة الكبيرة على علم أن فريق العمل في فيلم (الجزيرة) سيكونون على موعد مع خطوة ثانية، وقد تكون أكثر قوة من الخطوة الأساس أو أنها ستظهر كما بدت خطوة أكثر جدلية، حيث تباينت آراء ورؤى النقاد كما هو الحال لدى بعض جمهور الشاشة حول الفيلم ومدى روعته. فالجماهير كانت في الغالب محبة ومبدية إعجابها به كفيلم قوي شهد سباق الكثير من نجوم الشاشة من خلاله إلى التميز، وفي الوقت نفسه اعتبر كثيرون أيضا أن (الأكشن) وزيادة العنف والتصادم بين شخصياته كانت فيه مبالغة الأفلام الهندية التي تصل أحيانا في تنفيذها الى استصغار عقل المشاهد في الأكشن تحديدا الى درجة ما هو دون المنطق في سياق الأحداث وقدرات الإنسان. مخرج الفيلم ومنتجه شريف عرفة الذي كان قد أدخل الكثير من الأحداث والمتغيرات في مصر، مثل الثورات – 25 يناير وغيرها - من التباين بين الأحداث السياسية والاجتماعية خرج بفيلمه من كونه جزءا ثانيا لفيلم (الجزيرة) الذي سبق أن قدمه قبل أكثر من 6 سنوات، ومن أبرز الإحداثات العامة على سياق الفيلم إذا ما كان جزءا جديدا من الجزيرة إدخال (داعش) على خط دراما الفيلم عموما، وهو الأمر الذي جسده بشكل ضمني ومباشر في نفس الوقت الراحل النجم خالد صالح، الذي أجاد أيما إجادة في دور كتب له أن يكون رمزا للنذالة وعدم التعامل بحب مع المحيطين به في سياق دراما الفيلم ليواصل ما يفكر فيه من دعششة. ومن إيجابيات الفيلم هو تقديم الموهبة الشابة (أحمد) ابن النجم الراحل عبدالله محمود - رحمه الله - في دور سيؤهله لأعمال مستقبل قادم في السينما، وهو الأمر الذي قدمه في نفس الوقت وفي موسم مشاهدة عيد الأضحى فيلم (حديد) لمحمد السبكي وعمرو سعد، حيث قدما نفس الوجه في فيلمهما في دور أكشن ملفت جدا.