لم يكن جمهور السينما المصرية يتصور أن يجد نفسه للمرة الأولى مشتتاً بين نجومه الذين عرفهم منذ سنوات وينتظر أعمالهم ليشاهدها، ونجوم جدد لم يعتد عليهم فرضتهم عليه الفضائيات ليلاً ونهاراً، وهم مرشحو انتخابات الرئاسة المصرية. ومن هنا فإن الحالة السياسية الاستثنائية في مصر منذ أكثر من عام، فرضت نفسها على الجميع بحيث أصبح لا صوت يعلو فوق صوت السياسة ونجومها الجدد والذين أصبحوا ينافسون نجوم الفن في الإعلانات والظهور عبر الفضائيات! غير أن صنّاع السينما سرعان ما بدأوا ينتفضون في مواجهة هذه الحالة المغايرة المسيطرة على الشارع المصري وبدأوا بطرح أفلام قد لا تكون من ناحية العدد مماثلة لأعوام ازدهار سابقة، ولكنها أتت ضمن محاولة منهم لإعادة الحياة إلى دور العرض. البداية كانت مع الفيلم المنتظر منذ أكثر من عامين، «المصلحة»، وهو أول بطولة مشتركة لأحمد السقا وأحمد عز والإخراج لساندرا نشأت. الفيلم كان ينتظره جمهور كبير بعد تسريبات عن قصته التي استوحاها المؤلف وائل عبدالله عن قصه أحد بارونات تجارة المخدرات في مصر وتحديداً في شبه جزيرة سيناء وصراعه مع الشرطة. وكان تصوير هذا الفيلم قد توقف مثل كثير من المشاريع عقب اندلاع ثورة الشباب في 25 كانون الثاني (يناير)2011. ثم استكمل على فترات متباعدة لغموض مستقبل صناعة السينما وانشغال الجميع بالحراك السياسي وانتخابات الرئاسة في مصر. أما المفاجأة فكانت إقبال الجمهور على الفيلم حين عرض وتحقيقه إيرادات كبيرة ما جعله يعتبر خير عودة لنجوم شباك تذاكر السينما المصرية بخاصة أن أحمد عز نجح فيه بأن يُكوّن ثنائياً فنياً خفيف الظل مع صلاح عبدالله. ينتمي الفيلم إلى أفلام الحركة البوليسية ويتحدث عن الصراع بين ضابط الشرطة أحمد السقا وتاجر المخدرات أحمد عز اللذين ظهرا في أفضل حالتهما الفنية ومعهما الفنان صلاح عبدالله فقدم الثلاثة مباراة في الأداء أمتعت الجمهور وأخذت النصيب الأكبر من تعليقاتهم وأجادت المخرجة في صناعة فيلم أكشن مصري ينتقل بهذه النوعية من الأفلام إلى مرحلة متقدمة عما كانت عليه من قبل. والفيلم حقق نحو 15 مليون جنيه مصري بعد نحو أربعة أسابيع عرض وهو رقم جيد جداً بسبب الظروف الراهنة. عز ينافس نفسه و كان اللافت لهذه «الميني/موسم» أن يُعرض لبطل واحد هو أحمد عز فيلمان وهي سابقة في تاريخه السينمائي والفيلم الثاني هو «حلم عزيز» الذي أتى فيلماً اجتماعياً كوميدياً للمخرج عمرو عرفة ويشاركه البطولة فيه النجم الموهوب شريف منير. ويدور «حلم عزيز» من حول رجل أعمال شاب كوّن ثروته من إزاحة خصومه من أمامه بطرق غير مشروعة وشريرة، وتبدأ الأحلام تطارده عن طريق والده الذي يحاول لفت نظره إلى ضرورة إصلاح أخطائه مع خصومه لأن نهايته تقترب. وبالفعل يتحول الرجل إلى فعل الخير وإصلاح حياته.. منذ البداية يضع الجمهور البطل أحمد عز في مقارنه بدوره في الفيلم السابق («المصلحة») ورغم إجادة عز كممثل في الفيلمين إلا أن الجمهور يبدو منحازاً للأول الذي استمتع به أكثر كفيلم تشويقي أكشن. ويمكن القول هنا بصدد الفيلم أن استخدام الغرافيك جاء فيه مكثفاً لمشاهد تقترب من ثلث الأحداث كعالم غريب وفانتازيا لم يعتدها الجمهور المصري ولا يحبذها. الفيلم لا يزال في أسابيع عرضه الأولى وتخطى رقم المليون جنيه في أول أيام عرضه. ثالث الأفلام التي تخوض سباق «الميني/موسم» الصيفي ينتمي إلى سينما آل السبكي والباحثين دائماً عن وجوه لبنانية لتقديمها كبطلات بغض النظر عن الموهبة التمثيلية، فمعاييرهم مختلفة! هذه المرة البطلة هي المغنية قمر التي عرفت من خلال قضية إثبات نسب طفلها إلى رجل أعمال مصري شهير وبنت شهرتها مع هذه القضية؟! وبالطبع لم يكن هناك بطل آخر في الفيلم سوى سعد الصغير الذي استمر في وصلاته الغنائية الراقصة مع قمر التي قدمت بعض الأغنيات المصرية الشعبية الشهيرة. الفيلم يحمل اسم «حصل خير» ولا نعرف أي خير من هذه السينما. بيد أن المفاجأة الجيدة هنا كانت عدم تحقيق الفيلم إيرادات كبيرة (لم تتخط مليوني جنيه إلى الآن!) عكس أفلام سعد الصغير ودينا والتي تخطت 10 ملايين جنيه في آخر أفلامهما. ولا يزال غياب نجوم السينما عادل أمام ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد مستمراً عن منافسة الصيف، إذ انشغلوا بتقديم مسلسلات لرمضان المقبل باستثناء هنيدي.