جرد شح المياه، مزارع العقيق من إرثها المتمثل في النخيل، ليجد الأهالي أنفسهم مهددين بوداع ما كانوا يتميزون به بوصفهم سلة غذاء للباحة. هناك على أرض العقيق دب الجفاف الأشجار، حتى تحولت إلى نخيل عقيمة، سرعان ما تذبل لتتساقط، معلنة تناقص الثروة الغذائية في المحافظة. ويؤكد علي مجدوع أنه لا خلاف على أهمية مزارع العقيق، فالمحافظة منطقة خصبة لإنتاج التمور في منطقة الباحة، خاصة بنوع واحد وهو الصفري والذي يعد من أجود الأنواع في المملكة لكبر حجمه وطعمه اللذيذ، لكن للأسف هذه الأهمية لا يواكبها اهتمام، لأن نخيل العقيق بدأ يعاني للأسف منذ عدة أعوام بسبب قلة المياه بشكل كبير وخلوها في بعض المزارع، مشيرا إلى أن السبب الكبير هو سد العقيق بالإضافة إلى آبار المياه التي حفرت وسط وادي العقيق والتي تسببت في شح المياه عن الكثير من المزارع مما تسبب في القضاء على الكثير من المزارع، لذا يجب فتح سد العقيق لو مرة في السنة كي ترتوي بعض الآبار التي تقع جنبات الوادي لكي لا يتسبب في انقراض هذه النخلة. وأوضح المزارع عبدالله الضبيعي أن العناية بالنخيل بدأت تقل لعدم معرفة الجيل الجديد بأهمية النخيل، بالإضافة لعدم وجود العمالة المتخصصة في تصريف وتهذيب النخيل والتي كان الناس في السابق يهتمون بها أكثر من أولادهم لحبهم لها بالإضافة إلى الأهمية الغذائية للتمر، لكن المياه هي المشكلة الكبرى في هذا الأمر، خاصة أن هناك مزارع تقع في أطراف العقيق يوجد بها بعض الاهتمامات بشجرة النخيل لوجود بعض المياه الكافية لإنتاج بعض التمور والتي لا تتعدى حيز البيع والتجارة فيه. ويذكر المزارع علي بن سعد الغامدي أن هناك تناقصا في النخيل بشكل كبير جدا مطالبا من زراعة المنطقة بالتدخل لحل بعض الإشكالات التي تواجه الكثير من المزارعين مؤملين بشكل أكبر في الجمعية الزراعية بالمنطقة والتي تأسست قبل سنتين لحل الكثير من المعوقات الكفيلة بانقراض هذه الشجرة الجميلة من المحافظة، مبينا أن التزايد في العمران سبب إلغاء العديد من المزارع، مشيرا إلى أن بعض أحياء العقيق كانت مزارع في سابق الأيام والتي أصبحت الآن عمرانا ومساكن فيما كان التوسع في بعض الطرق كفيلة ايضا بإلغاء بعض المزارع أو اجزاء منها لخدمة الصالح العام. من جانبها أوضحت الشؤون الزراعية بمحافظة العقيق أن عدد المزارع بمحافظة العقيق لا يتعدى 600 مزرعة تحتوي على 48000 نخلة منتجة، مشيرة إلى عدم توفر إحصائية بالمزارع غير المنتجة، وليس هدفنا في المسح إلا المنتج فقط في وقت غزارة الانتاج. واعترفت الزراعة بأن شح المياه أجبر الكثير من الاهالي إلى اللجوء إلى شبكة المياه والتي تضر بالمنتج وذلك بسبب وجود الكلور في المياه، وهناك تناقص في عدد المزارع سنة بعد أخرى بسبب شح المياه والتطاول في البنيان، موضحة أن هناك العديد من الدورات التثقيفية للمزارعين، نافية وجود أي امراض خطيرة في نخيل العقيق.