وجه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مدير فرع الوزارة في منطقة المدينةالمنورة الدكتور محمد الأمين الخطري بتشكيل لجنة إدارية بالفرع للتحقيق مع خطيب جامع أبو عوف في محافظة ينبع الذي افتتح خطبته يوم الجمعة الماضية بعبارة (العالمية صعبة قوية). وكشف الخطري ل«عكاظ» عن أن اللجنة شكلت بالفعل، وجارٍ العمل على الاستماع للخطيب، وستظهر نتائج التحقيق خلال هذا الأسبوع، وسيتم رفعها لوزير الشؤون الإسلامية، وإذا رأت اللجنة أن الخطيب أخطأ وأقر الوزير رأيها سيتم معاقبته بالإيقاف أو طي قيده، وإذا لم تظهر أي مخالفة سيواصل عمله إن شاء الله. وأشار الخطري إلى أن الخطيب تناول في خطبته بطريقته الخاصة حادثة الأحساء الأمنية التي وقعت الأسبوع الماضي وراح ضحيتها مواطنون أبرياء على يد مجموعة إرهابية، حيث أصدر فرع الوزارة حينها تعميما لجميع الخطباء في المنطقة بتناول هذه الحادثة في خطب الجمعة. وكان الخطيب قد فاجأ المصلين بترديده من فوق المنبر عبارة (العالمية صعبة قوية) المتداولة رياضيا، مضيفا «نعم العالمية صعبة قوية .. ولكن على من؟ .. أتدرون على من؟.. على مليار ونصف المليار مسلم.. مليار ونصف المليار ولم نحقق إنجازا طبيا أو اقتصاديا أو زراعيا.. نجرى ونلهث خلف كرة منفوخة.. فقادنا التعصب للقطيعة والتباغض والاستهزاء بإخواننا المسلمين والتهكم وإطلاق الألقاب والهمز واللمز، وكأننا لم نقرأ (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم).. وكأننا لم نقرأ (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه).. الأخ لا يكلم أخاه، والزوج يضرب زوجته وقد يطلقها، والابن يقطع أباه، وكل ذلك تعصبا للكرة .. نسينا قيمنا وتلذذنا بالنعم وتناسينا قضايانا.. القدس والشام وبورما.. انتمينا للألوان وتركنا انتماء الدين والعقيدة.. والينا كافرا وأبغضنا مؤمنا.. تلفظ بعبارات ولعن وسب لإخوان لنا في الدين وحتى في النسب والوطن .. وصل بنا التعصب إلى معاقل التربية والتعليم، إلى مدارسنا وبين طلابنا، والأدهى والأمر أن من بين مربيي الأجيال من يدعو إلى التعصب وينميه». وختم الشيخ خطبته بطلب أن ننبذ التعصب والانتماء للألوان وحذف كل صورة أو مقطع يدعو للتعصب وعدم تناقله.