يواجه القطاع الخيري وغير الربحي في المملكة تحديات تتعلق بالمساءلة، مايتطلب أن يكون شفافا، ومسؤولا، واحترافيا، وقادرا على ضمان جودة الخدمات التي يقدمها للمستفيدين منه. هذا ما أكده مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد السلطان خلال افتتاحه ورشة عمل إدارة المؤسسات غير الربحية الرابعة التي نظمتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالتعاون مع مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية أمس، واعتبر أن دور المنظمات الخيرية وغير الربحية والمدنية تعاظم عبر العالم خلال العقدين الأخيرين، حيث أكدت حضورها ومشاركتها، محليا وإقليميا ودوليا، في مختلف قضايا التنمية والعمل الإنساني، ما جعلها شريكا استراتيجيا للقطاعين العام والخاص في تحقيق أهداف التنمية في المجتمعات. وقال «إنه مع تعاظم دور هذه المنظمات، ازدادت مطالبة أصحاب المصلحة من حكومات، ومانحين، ورأي عام، وإعلام، ومستفيدين بمستوى أعلى في الخدمات المقدمة، واحترافية في الأداء المؤسسي، وشفافية عالية في الإدارة المالية، وتطلب ذلك إيجاد أطر مرجعية ينبغي الاستناد إليها في مساءلة مؤسسات المجتمع والارتقاء بأدائها، ومن هذه الأطر العناية بتقييم فجوة القدرات لدى هذه المؤسسات، ومن ثم السعي لبنائها من خلال برامج بناء القدرات على مستوى الأفراد والمؤسسات». ويحظى القطاع الخيري في المملكة بدعم حكومي، يتمثل في توجيه مؤسسات الدولة إلى بذل المزيد من الجهود لتلبية حاجات الناس ورعاية شؤونهم. كما يشهد العمل الخيري السعودي توسعا متزايدا كما وكيفا، كما من خلال التوسع في عدد الجمعيات الخيرية الذي يربو على 1200 جمعية خيرية ومكتبا تعاونيا، وكيفا من خلال توجه المؤسسات المانحة والجمعيات إلى مفهوم بناء القدرات وتطوير الأداء، وقياس الأثر، والاهتمام بمعايير الجودة، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية. ومن جهتها تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدور كبير في هذا المجال. وتبعث الشراكة بين الجهد الحكومي وجهد القطاع الخاص وجهود الجهات الخيرية العاملة في الميدان على التفاؤل والأمل بقدرتها على الاستجابة إلى متطلبات الانتقال بهذا العمل من تقديم المساعدات لمستحقيها إلى التنمية الاجتماعية للأفراد والمجتمعات بمفهومها الشامل . من جهته قال بدر بن عبد الرحمن الراجحي عضو مجلس الأمناء في مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية «إن المؤسسة كونت شراكة استراتيجية مع جامعة الملك فهد من هذه الورشة بهدف تطوير العمل غير الربحي». وأضاف: أن القطاع الخيري في المملكة حقق نقلات كبيرة بدعم حكومي وجهود قادة العمل الخيري، والمؤسسات المانحة، مشيرا إلى أن مؤسسة عبد الرحمن الراجحي وعائلته الخيرية مؤسسة مانحة تعمل في المنطقة الشرقية لاتتدخل في التنفيذ، وتعمل بتخصص وتركيز، وتطبق مفاهيم العمل المؤسسي المنظم وبناء التحالفات والشراكات مع جميع القطاعات منطلقة من أهداف استراتيجية لتقدم عبر شركائها البرامج والمشاريع ذات الحاجة الماسة والأثر الأكبر. وأوضح أن المؤسسة تهتم بكافة شرائح المجتمع من قياديي العمل الخيري وتولي برامج المرأة اهتماما وعناية خاصة ولها مساهمات متعددة في هذا المجال منها تخصيص كرسي للمرأة السعودية.