مطلع العام الماضي وتحديدا في يناير 2013م أصدرت وزارة الثقافة الروسية قائمة شملت (100) فيلم سينمائي أعتبرتها الأفضل في تاريخ السينما الروسية خلال الحقبة السوفييتية، وذلك تمهيدا لتدريس تلك الأفلام في المنهاج المدرسي الروسي لتعريف الأجيال الروسية بتاريخ صناعة السينما في بلادهم خلال القرن العشرين. لم تكتفِ وزارة الثقافة الروسية بتلك الخطوة ومعها كافة المشتغلين بصناعة السينما في بلاد اشتهرت بالأدب والأدباء المرموقين وكذلك النجوم في مجال السينما والمسرح بل أخذوا يعدون العدة للمنافسة على الساحة الدولية من خلال مشاركة الأعمال السينمائية الروسية في المهرجانات العالمية وحصولها على الجوائز المرموقة، ومن خلال المتابعة نجد أن الأفلام الروسية قد حققت خلال العام الحالي عددا من الجوائز أهمها حصول فيلم «لافاياثان» «التنين» من إخراج أندريه زفيانتسيف على جائزة اللؤلؤة السوداء بمهرجان أبوظبي السينمائي والمخصصة للأفلام الروائية الطويلة وقيمة الجائزة (100) ألف دولار وهو الفيلم الذي يعتبر درة اللسينما الروسية خلال السنوات الأخيرة لعدة اعتبارات يأتي على رأسها حصوله على أهم جوائز السينما في المهرجانات الأوروبية، وفي طليعتها الجائزة الكبرى لمهرجاني لندن السينمائي ال58 ومهرجان ميونيخ ، ووحصوله كذلك على الجائزة الرئيسية في مهرجان الفيلم الصربي، مما دفع بوزارة الثقافة الروسية إلى ترشيحه للحصول على جائزة «الأوسكار» في قائمة «أفضل فيلم أجنبي».. الفيلم الروسي الآخر الذي حقق فوزا لايستهان به في مهرجان أبو ظبي هو فيلم «اختبار» بحصوله على جائزة لجنة التحكيم و قيمتها (50) ألف دولار في نفس المهرجان والفيلم من إخراج الكسندر كوت .. الجوائز التي حصلت عليها الأفلام الروسية مؤخرا حتما ستعيدنا إلى حقبة الثمانينيات من القرن الماضي عندما حصل فيلم «موسكو لا تؤمن بالدموع» على جائزة الأوسكار عام1980م .. كل ذلك لا يعني سوى شيء واحد وهو أن تاريخ السينما الروسية يستحق التوقف عنده واستعراض أهم محطاته المفعمة بالإخفاقات والإنجازات منذ أول عرض سينمائي في روسيا القيصرية عام 1869م مرورا بأول فيلم قصير لفلاديمير روماشكوف أنتج عام 1908م، و «ايفان الرهيب» عام 1937م، وغيرها من الأفلام الكبيرة خلال العقود التالية من القرن العشرين تلك الأفلام ذات الأهمية التي لا يتسع المجال لذكرها هنا وحتى فيلم «التنين» الحاصل على جائزة مهرجان أبو ظبي يوم الجمعة (31 أكتوبر 2014م)..