أكد ل«عكاظ» مصدر مسؤول بسفارة خادم الحرمين الشريفين بصنعاء، أن السفارة تتابع مع السلطات الرسمية في اليمن قضية اختطاف الفتاة السعودية هدى آل نيران من قبل 15 مسلحا. مضيفا: أبلغتنا السلطات الرسمية باختطافها من قبل مسلحين ونتابع قضيتها بشكل حثيث ولن ندخر جهدا في سبيل الوصول إليها وإعادتها إلى أهلها. وأوضح أن السفارة تقدر مواقف السلطات اليمنية وتأمل التحرك السريع لتحديد موقع اختطافها والجهة التي تقف وراء الاختطاف بأسرع وقت ممكن وبما يحفظ صحتها وسلامتها. من جهته، قال ل«عكاظ» نائب مدير الدائرة الإعلامية بالمفوضية العليا للاجئين بصنعاء زيد العليا، «المفوضية لديها علم بالحادثة وتبحث عن معلومات إضافية وبدواعي السرية ولذات الأسباب تتعلق بعمل المفوضية التي لا تتعامل مع قضايا فردية». وأكد ل «عكاظ» مصدر في عمليات أمن العاصمة اليمنية صنعاء أن 15 مسلحا يرجح أنهم يتبعون لجماعة الحوثي اقتحموا دار الأمل لرعاية الأحداث واختطفوا الفتاة السعودية هدى آل نيران التي تعرف بفتاة بحر أبو سكينة، واقتيادها إلى جهة مجهولة تحت تهديد السلاح. من جهتها، رفضت مديرة المركز فاطمة جارالله دخول محرر «عكاظ» للمركز لمعرفة صحة تكسير أبواب الغرفة التي كانت تسكن فيها هدى وكذا المبنى، رافضة الحديث في بادئ الأمر، مبدية تخوفها من تعرضها للاغتيال مكتفية بالقول «عرفات كان معهم وهدى كادت تقاوم لكنها سمعت صوته مع المسلحين وأبلغوها والحراسة أنهم لا يريدون أحداً سوى هدى»، مضيفة «المعلومات لدينا من الظهر وقد أبلغت وزارة الشؤون الاجتماعية وعمليات العاصمة صنعاء لكن الجهات الحكومية لم تتجاوب معي»، مستنكرة وضع فتاة كبيرة في أوساط فتيات أحداث بأعمار صغيرة. وأضافت ل «عكاظ» : «هاجمنا 15 مسلحا لانعرف توجههم ومن يقف وراءهم، واختطفوا الفتاة السعودية هدى التي أودعتها محكمة شرق أمانة العاصمة في الدار بقرار قضائي بهدف رعايتها» ، موضحة بأن المسلحين هاجموا حراسة المركز ونهبوا الأسلحة التي بحوزتهم ودمروا أبواب المركز وعمدوا إلى خطف هدى آل نيران «فتاة بحر أبو سكينة» والتوجه بها إلى جهة مجهولة». وأشارت إلى أن الشرطة تجري حاليا التحقيق في الحادثة لمعرفة حيثيات القضية ومن يقف وراءها، لافتة إلى أن المسلحين ذاتهم كانوا زاروا المركز في الصباح وقالوا إنهم من اللجان الشعبية التابعة للحوثي. وبين ل«عكاظ» أفراد حراسة مركز الأمل لرعاية الفتيات أن هدى كانت في الصباح أمام المحكمة للنظر في قضيتها وحاول الخاطفون محاصرة حافلة المركز أمام المحكمة ولم يتمكنوا، ثم وصلوا إلى قرابة 15 مسلحا حوثياً ومعهم عرفات القاضي وذلك عند صلاة الظهر محاولين دخول المركز. وتابعوا حديثهم ل«عكاظ»: أبلغنا مديرة المركز فاطمة جارالله وبعد أن أجرت عدة اتصالات بينت أن الأوضاع هادئة ولا داعي للقلق ولكن أثناء أدائنا لصلاة العشاء فوجئنا بقرابة 15 مسلحاً ومعهم الخاطف عرفات القاضي داهموا المركز ونهبوا الأسلحة من الأفراد ثم دخولوا إلى البوابة الداخلية الخاصة بالفتيات في وقت كانت مديرة المركز في منزلها، وقد دخلت الحراسة المبنى لكن هدى رفضت الخروج رغم تهديدها بالسلاح واشترطت سماعها لصوت عرفات، حيث تمت مناداته وقال لها «أنا هنا عرفات موجود اخرجي»، وأخذوها إلى جهة مجهولة. «عكاظ» أجرت اتصالات بخاطف الفتاة عرفات القاضي الذي نفى علمه بالحادثة مبينا بأنها تمر بحالة إنسانية صعبة ولا علاقة له باختطافها وأن هناك جلسة ستعقد الأربعاء المقبل، في حين بين مصدر في المفوضية العليا للاجئين أنه ليس لديه علم بالحادثة. وكانت هدى قد اختطفت من منطقة بحر أبو سكينة في أواخر ذي القعدة العام الماضي من قبل شاب يمني يدعى عرفات القاضي لكن القضاء اليمني برأه من التهم المنسوبة إليه في نوفمبر وقضت بالإفراج عنه وإيداع الفتاة هدى في دار الأحداث التابع لمؤسسة الأمل، فيما منحتها المفوضية العليا للاجئين حق اللجوء الإنساني. ويقع مركز الأمل بالقرب من مقر جهاز استخبارات الأمن القومي وعلى بعد حوالى 15 كلم عن مركز العاصمة اليمنية صنعاء. وتشير المعلومات الأولية الواردة من شهود عيان ل«عكاظ» إلى أن هدى وصلت محافظة عمران شمال اليمن برفقة الخاطف الرئيسي عرفات القاضي ومسلحي الحوثي وجرت مراسم عقد القران لهما، ولم يعرف بعد صحة تلك المعلومة من مصدر حوثي. وفي اتصال بالخاطف ظهر أمس ومواجهته بالمعلومات قال «لا أدري» وأغلق الهاتف. يذكر أن نقطة أمنية كانت تتمركز أمام المركز لكنها ألغيت بشكل كامل بعد مداهمة الحوثيين للعاصمة صنعاء، فيما أوضح مصدر أمني يمني ل«عكاظ» أن التحقيقات جارية من قبل أمن العاصمة صنعاء. إلى ذلك، اتهم شقيق فتاة بحر أبو سكينة علي عبدالله السكيني عرفات القاضي باختطاف شقيقته التي كانت مودعة بحكم قضائي لدى دار الأمل لرعاية الأحداث، مؤكداً أنه من دبر عملية الاختطاف بالتنسيق مع المسلحين ليرتكب جريمة أخرى ويثبت أنه متورط في اختطافها من داخل منزلها في منطقة بحر أبو سكينة بعسير. وقال ل«عكاظ»: للأسف هناك تواطؤ كبير من قبل السلطات الأمنية اليمنية في قضية شقيقتي، والقوافل التي سيرت من محافظات اليمن من أجل الضغط على قاضي المحكمة بالحكم وإبقائها في اليمن زادت تأزيم الوضع الصحي وأصبحت تعاني من حالة نفسية، مناشداً المشايخ والشخصيات اليمنية بالتدخل السريع لإعادة شقيقته إلى والدها ووالدتها اللذين يعانيان من تدهور في صحتهما. «عكاظ» اتصلت بوزارة الداخلية اليمنية التي رفضت التعليق على الحادثة، وقالت إن الأمر من مسؤولية مدير أمن العاصمة الذي بدوره رفض استقبال تحويلة الهاتف من العمليات.