انتشرت الحسابات المزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى أصبح بعض الشباب لا يتوانى عن استعراض عضلاته التقنية لإنشاء حسابات مزيفة لبعض الشخصيات الشهيرة على تويتر بهدف النيل منها أو استغلال جماهيرتها بشكل أو بآخر. يقول محمد العقباني: «انتشرت الحسابات المزيفة حتى بتنا نشكك في حساب كل شخصية مشهورة في تويتر ما لم تقم بتوثيق حسابها بشكل رسمي. وإلى الآن لا توجد الإمكانيات الكافية لتوثيق الحسابات. ولا أدري ما سبب انتشار هذه الظاهرة». ويوافقه أحمد يوسف الرأي مضيفا: بعض الشباب تخصصوا في محاربة المشاهير ويستعرضون عضلاتهم الإلكترونية في ذلك، فينشأون حسابات مزيفة، وبطرق متقنة يصعب أحيانا التعرف عليها، واكتشاف تزييفها. وكل فترة أصبحنا نرى شخصية مشهورة تنفي صحة الحسابات المتداولة عنها في تويتر أو الفيسبوك، مما جعل من الصعوبة بمكان التواصل مع تلك الشخصيات، التي نجد لها أحيانا الكثير من الحسابات، ولا نستطيع التعرف على حسابها الصحيح. ويحكي عبدالرحمن الغامدي تجربة ظريفة تعرض لها إذ يقول: في إحدى المرات تراسلت مع إحدى الشخصيات الفنية الشهيرة في تويتر. وقمت بإرسال قصائدي لها، وكنت أجد ردودا سريعة منها. وكان ذلك قبل أن تنتشر هذه الظاهرة، وتنتشر الحسابات المزيفة. ويمضي بالقول: وقد كان حلمي أن تعانق قصائدي حنجرة ذلك الفنان، وكنت أتعجب من ثنائه على قصائدي، وتواضعه الزائد معي. وكنت أعتقد أن حلمي أوشك أن يتحقق إلى أن أعلنت تلك الشخصية مؤخرا بأنها لا تمتلك أي حساب رسمي لها على تويتر، فاكتشفت الحقيقة، وأدركت أنني كنت أتواصل مع شخص آخر. ولكن ما أثار دهشتي أنه كان يتقن الردود، والتعامل مع المعجبين إلى حد أنك من الصعب أن تشكك في مصداقيته. ويقول عقاب المالكي: توثيق الحسابات في تويتر أصبح أكثر سهولة، ولكن المشكلة تكمن في أن الكثير من الشخصيات المشهورة لا تقوم بتوثيق حساباتها، لذا فيصعب الوثوق بتلك الحسابات. ويقول صالح الشمراني: الحسابات المزيفة انتشرت بكثرة في تويتر والانستقرام، وأصبح للشخصية الواحدة عدة حسابات. وأحيانا نستطيع بسهولة أن نتعرف على الحساب المزيف، من خلال أسلوب الشخص، فالشخصية المشهورة غالبا تتميز بالهدوء والرزانة ودقة اختيار العبارة، فيما أن القائمين على بعض تلك الحسابات المزيفة يستخدمون عبارات عشوائية، وتعبيرات غير لائقة تكشف النقاب عنهم، وتفقدهم مصداقيتهم. ويقول عمار كاتب: انتشرت هذه الظاهرة إلى حد جعلنا نشكك في حسابات الشخصيات المشهورة حتى نتأكد من امتلاكها لتلك الحسابات. ونتمنى أن تقوم كل شخصية مشهورة على تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي بتوثيق حسابها بشكل رسمي، ليسهل الوصول إليها. خصوصا أن بعض تلك الشخصيات قدوة للشباب ويهمهم متابعتها، وتعزيز طرق التواصل معها. ويقول معاذ دعجم: في تصوري أن غالبية الشخصيات المشهورة التي يقوم بعض الشباب بتزييف حساباتها إما أنهم يكرهونها فيحاولون النيل من تلك الشخصية والإساءة إليها بشكل أو بآخر. أو أنهم يريدون استغلال شعبية تلك الشخصية لبث رسائل خاصة بهم، أو بغرض التسلية ودافع الشهرة التي يسعون إلى تحقيقها بشتى الطرق. وعن معاناة المشاهير من هذه الظاهرة يقول نجم الكوميديا السعودي الفنان عبدالله السدحان: كثير من الحسابات المزيفة أنشئت باسمي، وحاولت استغلال شهرتي، وأحب أن أؤكد من خلال صحيفتكم بأن تلك الحسابات لا علاقة لي بها وأن حسابي الرسمي على تويتر هو: (@hadabdab)، مضيفا: أي موقع أو وسيلة جديدة في بداية استخدامها تظهر الكثير من السلبيات التي يمكن تلافيها مع مرور الوقت. كما أن الشباب اليوم هم أكثر وعيا في استخدام التكنولوجيا، والتمييز بين المواقع الصحيحة والمشبوهة. ويقول رعد الشهري (خبير تقني): مواقع الشخصيات المعروفة على الفيسبوك وتويتر وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي بحاجة إلى مزيد من التوثيق والإجراءات التي تسهل الوصول إلى مواقعها، والتوصل معها بشكل سلس وموثق، وبعض شبكات التواصل الاجتماعي اليوم كتويتر على سبيل المثال يوفر تلك الميزة، ومن الأهمية بمكان الاستفادة منها، فالشخص العادي قد لا يهمه إجراءا كهذا، ولكن الشخصيات المعروفة من الضروري أن تقوم بتوثيق حساباتها بشكل رسمي.