تحولت بصمة الحضور والانصراف التي طبقتها الإدارات الحكومية بمنطقة عسير، إلى حديث المجالس، بعدما رآها البعض تعطيلا للعمل والإنجاز، فيما يعتقد البعض الآخر أنها ضرورة لضبط الخدمات المقدمة للعملاء والمواطنين. وفيما رحب الكثير من الأهالي بما اعتبروه «الضبط والربط» الذي طبقته ادارة التربيه والتعليم وأمانة عسير، لتواجد الموظفين الذين كان الغياب، حسب قول البعض، يمثل السمة لهذين القطاعين، أكد بعض الموظفين المعنيين أن هذا الإجراء يعطل العمل ولا يحفز على الإنجاز، أو الإنتاجية العالية. وكان بارزا حرص الجهات الحكومية على الالتزام بتطبيق الإجراء، بما في ذلك وزارة الشؤون الاسلامية والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعض المدارس، فيما لا تزال الجهات الأخرى مترددة في اعتماده، والبعض الآخر لم يستكمل تركيب الأجهزة في كل مقراتها والإدارات التابعة لها. ويقول مدير مراقبة الدوام باوقاف عسير أحمد الأسمري، أن الشكاوى التي ترد من الموظفين في عدد من الدوائر الحكومية التي نفذت نظام البصمة تعد مجرد مقاومة فقط، وليس على القرار نفسه، لافتاً إلى أن الدوام المرن الذي يحتاج إلى إنتاجية عالية وعدم إلزام الموظف بالحضور يحتاج إلى توفير أرضية مناسبة لتقبل الموظف للإنتاجية العالية، من دون إلزامه بوقت أو حضوره للبصمة، موضحاً أن الفكر الإداري بحاجة إلى تطوير ومتابعة في الوقت الذي أصبح هذا الفكر من أبجديات الدول الغربية المتقدمة. ويعتقد مدير إداره تقنية المعلومات بتعليم عسير خالد بن أحمد الحكمي أنه «يجب أن يسبق التطبيق التوعية إلى حين إقرارها واعتمادها مبكراً، حتى لا تجد مقاومة شديدة من الموظفين»، مشيراً إلى أن إقرار نظام البصمة سواء بتعليم عسير أو أي دوائر حكومية أخرى لا يعني عدم الثقة في الموظف أو في إمكانات الضبط. وأضاف الحكمي «المقاومة واقعة لا محالة، إذ يعد أمراً طبيعياً إدارياً أن يوجد لكل تغيير مقاومة، ففي علم الإدارة يوجد نظام يسمى مقاومة المقاومة، وهي عملية التهيئة قبل إقرار أي نظام، التي توكل مهماتها إلى إدارة التطوير والجودة في الجهة الحكومية المعنية». لكن الموظف عبدالله عسيري يرى أن من يحارب نظام البصمة فقط هو الموظف «المتخاذل» فلماذا يغضب منه، لأنه مثل ساهر المروري يحاربه من يريد المخالفة وعدم القانون والنظام، وطبيعة البشر لا تحب النظام والعقوبة والمحاسبة، ولكن حين نقيس حجم الضرر والخسائر التي تتم بسبب غياب النظام والقانون والالتزام والانضباط، ندرك أي سوء نعيشه وضرر وخسائر وضياع وقت ومال. وأضاف: من المهم «الصرامة» و«الالتزام» والكفاءة والجودة بالعمل، وهذا يلقي في نهاية المطاف اثره الإيجابي على المخرجات، مؤكدا أنه يجب أن يكافأ الموظف المتميز والمنضبط في عمله ويعطى ميزة معنوية ومالية بعكس غيره المتسيب والمتخاذل. وأكد أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم بن محمد الخليل أن نظام البصمة الإلكترونية يعد من الأنظمة الإدارية الحديثة داخل الأمانة، وسيسهم في القضاء على العديد من السلبيات كما سيساعد في تسريع العمل وتطوير الأداء في المجالات المختلفة، مبينا أن التطبيق بدأ في بعض البلديات المرتبطة بالأمانة وسيتم تدريجياً خلال الفترة المقبلة في البلديات المتبقية. ويرى مدير تعليم عسير جلوي آل كركمان أن البصمة نظام يهدف إلى تحقيق تطلعات وزارة التربية والتعليم الرامية إلى تفعيل برنامج الحكومة الإلكترونية، وتوظيف التقنية بشكل أمثل لتحقيق مستوى عال من الانضباط، كما انه يسهم في رفع مستوى الأداء، وقال: النظام حقق الأهداف المنشودة، ولله الحمد والتي انعكست بشكل ملحوظ إيجاباً على مستوى اداء الموظفين منذ تطبيقه. يذكر أنه وفقا لآخر الإحصائيات وزارة الخدمة المدنية فإن عدد الموظفين الحكوميين يتجاوز 1.2 مليون موظف ومستخدم، يشكل الرجال ما نسبته 61.73%، والنساء 38.27%، وعدد غير السعوديين 73.684 موظفاً، يعمل معظمهم في وظائف صحية، وعدد من الوظائف التعليمية في مجال التعليم العالي. كما رصدت هيئة الرقابة والتحقيق مؤخرا غياب وتأخر 3631 موظفاً عن مواعيد العمل الرسمية في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية في جميع المناطق.