آن الأوان لنقول لرؤساء الأندية والإداريين: كفى! كفى عبثا وتلاعبا بوسطنا الرياضي، كفى تهييجا وإثارة للجماهير الرياضية، كفى استفزازا، كفى تخريبا، تحريضا، استعداء، تخوينا، تضليلا!! بالله عليكم، ماذا تركتم من روح الأخوة في نفوس شباب هذا الوطن؟ لقد تماديتم كثيرا في اللعب بالنار، وذهبتم بعيدا جدا في صراعاتكم حتى تجاوزتم الخطوط الحمراء، وحدة هذا الشعب خط أحمر، وأمنه واستقراره خط أحمر، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي تعج فيها الأوطان العربية من حولنا بالنيران!! لقد استخدمتم الدين، والمذاهب، واللون، والعرق، والمناطقية، والقبلية، والوطنية، في خلافاتكم.. لقد بلغتم الدرك الأسفل من التعصب والإسفاف!! بالله عليكم، انظروا في عيون هؤلاء الشبان من الجماهير الرياضية في المدرجات، لقد أرهقتموهم بإثارة غرائزهم، واستفزاز مشاعرهم، وشد أعصابهم في صراع لا نهائي، وسط الحرائق التي تشعلونها واحدة بعد أخرى!! مناسبة هذا الكلام ليس تصريح نائب رئيس نادي الهلال الحميداني، فهو ليس الأول ولن يكون الأخير في سلسة من التصريحات والمواقف المتهورة التي يخرج فيها علينا بين وقت وآخر رؤساء وإداريون في أنديتنا الرياضية التي جرى إفراغها بشكل ممنهج من الروح الرياضية!! هل قلت الروح الرياضية؟ أين الروح الرياضية من مسؤول كبير في نادٍ كبير يحرض جمهور ناديه على ممارسة العنف مع جمهور الأندية التي لا تشجع ناديه!! هل يريد الحميداني أن يتكرر المشهد المأساوي الذي شهده استاد بور سعيد في مصر في الدرة؟ أنا على الأقل واثق من أنه لا يريد ذلك، ولم يقصد ذلك، لكن عندما تتورط في دوامة التعصب تصبح الكلمات خارج السيطرة، وتصبح الأفعال منفلتة من كل عقال!! بالله عليكم، ما موقف الحميداني لو أن شابا متحمسا من جمهور الهلال أراد يوم السبت القادم أن يطبق دعوة نائب رئيس ناديه ويعاقب بيده من يراه يشجع النادي الآخر؟ هذا ليس سؤالا «بريئا»، فهناك من غرد على مواقع التواصل الاجتماعي مهددا ومتوعدا بتنفيذ دعوة الحميداني!! لسنوات طويلة، كان مسؤولو الأندية يتهمون الإعلام بالمسؤولية عن تعصب واحتقان الجمهور الرياضي، وأخيرا اكتشفنا أنهم هم المسؤولون عن ذلك، وأن الإعلام الرياضي ليس سوى آلة ينفخون ويضخون تعصبهم فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة !! كفى يا هؤلاء عبثا، وانظروا أين أصبحنا كرويا إقليميا وقاريا، ودعك من عالميا؟ * هذا قولي: كل الأنظار تتجه إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وإلى الرئيس العام سمو الأمير عبدالله بن مساعد ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، قبل أن يأتي يوم نقول فيه لأنفسنا: فات الأوان!! للتواصل: [email protected]