عكست كلمة المملكة في مؤتمر اللاجئين السوريين في برلين، والتي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية ورئيس وفد المملكة في المؤتمر، دعمها الكامل لكافة الجهود الهادفة لمساعدة وحماية المهجرين واللاجئين السوريين، وتقديم كل ما يمكن للدول المضيفة لهم. وعندما يتحدث الأمير عبدالعزيز ويؤكد أن أزمة اللاجئين السورية الإنسانية قل مثيلها في التاريخ الإنساني وهي نتيجة مباشرة للسياسات الوحشية التي لجأ إليها النظام الأسدي ضد شعبه، فهو يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التي تخلى عنها بسبب تغاضيه عن هذه المأساة الإنسانية وعدم لجمه للنظام الأسدي الذي أهلك الحرث والنسل السوري للسنة الرابعة على التوالي، خاصة أن هذه المأساة الإنسانية يدفع ثمنها غاليا الشعب السوري في المقام الأول ودول الجوار التي اضطرت لاستضافة هؤلاء النازحين وأصبحوا عبئا إنسانيا واقتصاديا وأمنيا عليها. والمملكة التي دعمت الشعب السوري طوال الأزمة التي مر بها، قدمت أكثر من (500) مليون دولار كمساعدات مباشرة لدعم جهود إغاثة الشعب السوري سواء داخل سوريا أو في دول الجوار، كما أنها استضافت منذ بداية الأزمة عددا كبيرا من السوريين الزوار، ويحظى هؤلاء الزوار بالرعاية الصحية المجانية، ويلتحق أطفالهم في مراحل التعليم العام، وقدمت ثلاثة آلاف منحة دراسية للطلاب السوريين في الجامعات الحكومية لكي تثبت دعمها للشعب والنازحين قولا وفعلا. النزوح السوري أصبح أحد أخطر كوارث هذا القرن، ومأساة إنسانية عالمية وبات يحتاج إلى حل دولي جذري ودعم حقيقي على الأرض وتنفيذ ما تقرر في برلين. فأزمة النزوح باتت تحتاج ائتلافا دوليا، لكي تتكامل الجهود لمكافحة الإرهاب، وفي نفس الوقت إغاثة النازحين، وتنتهي مأساة الشعب السوري. فهيم الحامد