يعتبر العلاج الموجه من أحدث ما توصل إليه العلم الحديث وأحد أهم الخيارات المطروحة الآن لعلاج مرضى السرطان حيث إنه باستخدامه ارتفعت نسب الشفاء في السرطانات المختلفة وانخفضت نسبة الوفيات في الحالات المبكرة وبالتالي القدرة في الحفاظ على حياة المريض مقارنة بالعلاجات الأخرى. ويختلف هذا العلاج عن العلاجات الأخرى بمهاجمة خلايا الورم السرطاني فقط والأوعية والشرايين المغذية له وبالتالي لا ينتج عنه الآثار الجانبية الناتجة عن خضوع المريض للكيماوي الذي لا يفرق بين الخلايا، كما أن العلاجات الموجهة تختلف عن العلاج الكيميائي في عدة طرق هي: أولا: العلاجات الموجهة تعمل على أهداف محددة الجزيئية التي ترتبط مع مرض السرطان، في حين أن معظم العلاج الكيميائي يعمل على جميع الخلايا خاصة سريعة الانقسام والنمو (الخلايا الطبيعية والسرطانية). ثانيا: يتم اختيار العلاجات الموجهة بدقة فهي مصممة للتفاعل مع هدف محدد، في حين أن تحديد الأهداف بدقة في العديد من العلاج الكيميائي القياسي غير ممكن لأنها تقتل الخلايا. ثالثا: عمل العلاجات الموجهة غالبا ما يكون تثبيط الخلايا (أي أنها تعمل على كتلة الورم وتكاثر الخلايا) في حين أن عمل العلاج الكيميائي القياسي هو تسميم الخلايا (أي أنها تقتل الخلايا السرطانية). رابعا: التركيز حاليا على العلاجات الموجهة لتطوير العقاقير المضادة للسرطان أكثر من السابق، فهي حجر الزاوية في الطب الدقيق، وهو شكل من أشكال الطب يستخدم المعلومات حول جينات الشخص والبروتينات لمنع وتشخيص وعلاج أمراضه. وللوقاية من السرطان، هناك بعض النصائح وهي تناول الغذاء الصحي بعيدا عن الدهون المشبعة، تجنب الإكثار من تناول الوجبات السريعة، تناول الخضار والفواكه بكثرة، تجنب التبغ بكل أشكاله، ممارسة الرياضة بانتظام فالنشاط البدني يرتبط مع تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، كما أنه قد يساعد في درء خطر سرطان البروستاتا، المحافظة على الرشاقة فالسمنة تزيد من خطر أنواع عديدة من السرطان، تجنب التعرض غير الضروري للإشعاع وتجنب التعرض للسموم الصناعية والبيئية، تجنب الفيروسات التي تساهم في حدوث السرطان، ومنها فيروسات التهاب الكبد، فيروس نقص المناعة المكتسبة وفيروس البابيلوما الحليمي البشري، والكثير منها تنتقل عند الاتصال الجنسي أو عبر الحقن والإبر. وأخيرا.. يظل الاكتشاف المبكر أهم وسيلة لمواجهة أي سرطان؛ لأنه يعزز ويرفع من نسب الشفاء إلى 99% إذا شخص المريض في الوقت المناسب. (*) استشاري علاج الأورام في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة