إذا كان زعماء السنة في كافة المناطق اللبنانية، يقفون بجانب الجيش اللبناني ويحرصون على دعمه وتأييده رغبة في الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار الوطن كله، فعليهم أن ينصحوا بوقف المعارك في الشمال، حرصا على حياة ضباط الجيش اللبناني وجنوده من جهة، وحرصا على حياة المواطنين الأبرياء الذين يسقطون في هذه المعارك دون ذنب ارتكبوه وحتى لا تفسر الأمور تفسيرا طائفيا أو مذهبيا، فيرون الجيش يتجه بسلاحه شمالا ولا يتجه جنوبا على سبيل المثال والهدف في المقام الأول الحفاظ على الجيش والشعب معا وسلامتهما.. إن الرئيس سعد الحريري وهو زعيم السنة سعى سعيه منذ البداية لتسليح الجيش اللبناني ودعمه ماديا ومعنويا فكان عبر الهبة المادية الذي تبرعت بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومع ذلك فقد سارعت إيران لعرض السلاح على الجيش رغبة منها في فرض إرادتها على الشعب اللبناني، مع العلم أن المملكة لطالما ساندت لبنان بكل طوائفه ومؤسساته وحثت اللبنانيين على التمسك بوحدتهم وعيشهم المشترك وكانت على مسافة واحدة من جميع اللبنانين بمختلف تياراتهم ولم تتدخل يوما في الشان اللبناني وكانت حريصة في كل القمم العربية والدولية على دعم أمن واستقرار لبنان وإبعاده عن أتون الحرب. هناك من يحاول الإساءة إلى الرئيس سعد الحريري بإشعال نار الفتنة في الشمال؛ لأن الشمال هو القاعدة الأهم لتيار المستقبل. لذلك لا يجوز أن نثير المشكلات والفتن على الساحة الشمالية مما يؤثر سلبا في شعبية التيار، وهو الذي يقف بكل زعمائه في جانب الجيش، كما أن شعبية الجيش ستتأثر إذا استمرت المعارك في الشمال، من هنا لا بد من أن يتصرف الجيش بحكمة ورصانة وصبر وعدم استفزازه للتيارات الإسلامية، حتى يلتف الجميع من حوله، ويعتبرونه جيش الوطن كله، لا جيش فئة معينة. نحن نرى أن هناك مهمة ملقاة على عاتق القيادات الإسلامية، فعليها أن تعمل على تهدئة الأمور ورص الصفوف وتوحيد الكلمة والتعاون مع القيادات السياسية لوقف حالات التشنج في الساحة الطرابلسية، ونطالب أن تلتقي القيادات السياسية مع القيادات الدينية لوقف نزيف الدم في محافظة الشمال لأن الوطن كله مهدد بالانفجار إذا استمر الحال على ما هو عليه. وعلى الجميع الحفاظ على لبنان آمنا ومستقرا بعيد عن الأزمات والحروب والإشكاليات لكي يعيش الشعب في أمن وأمان.. * مفتي جبل لبنان