لم يدر بخلد مشهور محمس القحطاني المبتعث إلى مدينة انديان بولس بولاية أنديانا الأمريكية أن زيارته الخاطفة والقصيرة لشقيقه ممدوح في مدينة ناشفل بولاية تنسي ستكلفه كثيرا من صحته، إذ تعرض في طريق العودة عبر الحافلة إلى حادث خطير أدى إلى كسور في أربعة أضلع في الجانب الأيسر من الصدر وكسر في عظمة الترقوة اليسرى وخلع في الكتف الأيسر، إضافة إلى نزيف في الرئة أدخله في غيبوبة لنحو ثلاثة أيام، فيما أصيب عدد من الركاب بإصابات خطرة. وذكر شهود عيان أن المبتعث القحطاني وجد في مكان بعيد فاقدا الوعي وتم نقله على الفور بسيارة الإسعاف إلى أقرب مستشفى، وأوضح ل(عكاظ) المبتعث المصاب القحطاني أنه ذهب لزيارة خاطفة لشقيقة ممدوح الذي يسكن في ولاية أخرى في عطلة نهاية الأسبوع قبل نحو عشرة أيام، حيث استخدم الباص في طريق العودة وفي وقت متأخر من الليل استيقظ من نومه على صيحات الركاب ولم يستوعب ما يحدث إلا بعد أن تعرض الباص لحادث انقلاب مروع فقد على إثره الوعي ولم يعد له وعيه إلا بعد أكثر من يومين، حيث وجد نفسه ممددا على سرير في أحد المستشفيات. وأشار إلى أنه لم يستطع أن يتذكر ما حدث له وقت الحادث لأن إصابته كانت قوية وفي أماكن حساسة في الجسم نتج عنها كسور كادت أن تودي بحياته، كما أنه فقد هاتفه المحمول ولم يعرف كيف يتواصل مع شقيقه أو أحد من أصدقائه، إلا أنه طلب من إحدى الممرضات أن تقوم بالاتصال بمعهد اللغة الإنجليزية الذي يدرس به لإبلاغهم عن حالته الصحية وما تعرض له من حادث. وقال: وبعد أن وصل الخبر إلى المعهد زاره المبتعثان فارس العتيبي وشالح القحطاني ولم يتركاه حتى وصل شقيقه، وأثناء ذلك تم التواصل مع الملحقية ومع المشرف الدراسي راشد الحميد من خلال بوابة سفير الطلبة وإرسال طلب استفسار لإبلاغه بالوضع الصحي والإصابات التي تعرض لها جراء الحادث، إلا أن رد المشرف الدراسي جاء كالصاعقة (حسب قول القحطاني)، مشيرا إلى أنه لم يتفاعل معه، ولم يطمئن عليه، بل أرسل له يسأله عن سبب سفره إلى ولاية أخرى، ويحذره بأنه إذا لم يرسل تقريرا طبيا فورا سيتعرض لإيقاف الصرف. وأوضح القحطاني أنه وكل محاميا أمريكيا لرفع قضية على شركة النقل ميقاباص (المالكة للباص المتسبب في الحادث)، نظرا لأن سائق الباص كان فجا وسيئا في تعامله قبل وقوع الحادث، إضافة الى أن التقرير الأمني للحادث في الصحف والقنوات الأمريكية يبين أن هناك احتمالية لإهمال سائق الباص من خلال استخدامه للهاتف المحمول أثناء القيادة أو أنه كان يتعاطى مادة مخدرة. وانتقد القحطاني أسلوب المشرف الدراسي بالملحقية، نظرا لتعامله اللاإنساني مع وضعه الصحي، على حد قوله، وقدم القحطاني شكره للشؤون الاجتماعية بالملحقية على رسالتهم واطمئنانهم على صحته.