كشفت استشارية الطب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي الدكتورة هيفاء القحطاني، أن مرضى الفصام يمثلون أكثر من 90 في المائة من نزلاء المصحات والمستشفيات العقلية، مشيرة إلى أن أكثر من 50 في المائة منهم لا يجدون الرعاية الصحية المناسبة، ولا تتوافر العلاجات الصحيحة ل90 في المائة منهم في البلدان النامية. وأشارت في تصريحات لها على هامش المعرض الفني والتوعوي للتعريف بالمرض، إلى أن الفصام أو ما يعرف ب«الشيزوفرينيا»، هو اضطراب حاد في الدماغ يشوش طريقة تفكير الشخص وينعكس ذلك على تصرفاته وطريقة تعبيره عن مشاعره وأفكاره، وبالتالي يؤثر على علاقته بمحيطه والآخرين، لأنه في الغالب يقود المصابين به إلى الانطواء. وأوضحت أن الفصام اضطراب نفسي مزمن، يحول دون التفريق أو التمييز بين الواقع والخيال، ولا يمكن معالجته بشكل نهائي، بيد أن بعض العلاجات الدوائية تفيد المرضى في أحيان كثيرة، مضيفة أن المسبب الدقيق للفصام لا يزال غير معروف حتى الآن، وهو مثل السرطان أو السكري، مرض حقيقي له أساس بيولوجي، وكشف الباحثون عدة عوامل قد يكون لها دور في تكون مرض الفصام من بينها، الوراثة، عمليات كيميائية في الدماغ، خلل في بنية الدماغ، عوامل بيئية، وعلى الرغم من عدم توفر فحوصات مخبرية قادرة على تأكيد الإصابة بالفصام، إلا أن الطبيب يستطيع إجراء عدد من الفحوصات المختلفة، مثل التصوير بالأشعة السينية أو إجراء فحوصات دم بهدف نفي احتمال كون الأعراض ناجمة عن الإصابة بمرض آخر له نفس الأعراض. وبينت القحطاني أن مرضى الفصام معرضون للموت في سن مبكرة مقارنة بالمرضى الآخرين، بسبب صعوبة المرض، والإهمال بالعناية بمضاعفاته التي تنتج أمراض السكر والقلب والضغط، لافتة إلى أنه هناك مجموعة من الانطباعات الخاطئة حول مرضى الفصام منها أنهم أكثر عنفا بالمقارنة مع غيرهم، كما يقع الكثير من الناس في الالتباس الذي يحد من تميزهم بين مرض «الانفصام» و«الفصام» حيث لا علاقة للمرضين ببعضهما. يذكر أن مرض الفصام هو اضطراب عقلي يصيب شخصا واحدا من كل 100 شخص تقريبا، في أعمار تتراوح ما بين 15 و35 عاما حسب أرقام منظمة الصحة العالمية.