أعلنت جامعة الخليج العربي، مكافحة «الفصام» هذا العام، في ضوء احتفالاتها باليوم العالمي للصحة النفسية، والذي يحمل شعار (التعايش مع الفصام)، والتي بدأت فعالياته اعتبارا من العاشر من أكتوبر الجاري (15 ذي الحجة). وأكدت استشارية الطب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي الدكتورة هيفاء القحطاني أن المكافحة تشتمل على سلسلة من الورشة النفسية المتخصصة في موضوعات ومجالات الصحة النفسية في بيئة العمل، خاصة أن الفصام، وهو اضطراب عقلي يصيب شخصا واحدا من كل 100 شخص تقريبا، في أعمار تتراوح ما بين 15 و35 عاما حسب أرقام منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن كلية الطب والعلوم الطبية أطلقت سلسلة من الورش في الصحة النفسية بالتزامن مع الاحتفال العالمي؛ لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية في بيئة العمل، والتغلب على المشكلات التي تعيق أهداف رفع الإنتاجية وتحسين العمل، خصوصا في ظل البيانات التي تؤكد ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب على الصعيد العالمي. وأشارت الدكتورة القحطاني إلى أن الورش التي تحمل عنوان (الصحة النفسية في بيئة العمل) لن تنتهي بانتهاء الاحتفال العالمي، بل تستمر طوال العام الأكاديمي بواقع ورشة عمل واحدة في كل شهر، لتركز الضوء في كل مرة على أحد موضوعات الصحة النفسية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الصحة العامة، ومن دونها لا يمكن للفرد أن يحقق ذاته وينمي قدراته ويواكب ضغوط الحياة بشكل إيجابي. وتوضح الدكتورة القحطاني أن الفصام اضطراب نفسي مزمن، يحول دون التفريق أو التمييز بين الواقع والخيال، ولا يمكن معالجته بشكل نهائي، بيد أن بعض العلاجات الدوائية تفيد المرضى في أحيان كثيرة، والمسبب الدقيق للفصام لا يزال غير معروف حتى الآن، أما المعروف فهو أن مرض الفصام مثل السرطان أو السكري، هو مرض حقيقي له أساس بيولوجي. وقد كشف الباحثون عن عدة عوامل قد يكون لها دور في تكون مرض الفصام من بينها، الوراثة، عمليات كيميائية في الدماغ، خلل فى بنية الدماغ، عوامل بيئية، وعلى الرغم من عدم توفر فحوصات مخبرية قادرة على تأكيد الإصابة بالفصام، إلا أن الطبيب يستطيع إجراء عدد من الفحوصات المختلفة، مثل التصوير بالأشعة السينية أو إجراء فحوصات دم بهدف نفي احتمال كون الأعراض ناجمة عن الإصابة بمرض آخر له نفس الأعراض. ويشار إلى أن الفصام أو ما يعرف ب (الشيزوفرينيا)، هو اضطراب حاد في الدماغ يشوه طريقة تفكير الشخص وينعكس ذلك التشويه التشويش على تصرفاته وطريقة تعبيره عن مشاعره وأفكاره، وبالتالي يؤثر على علاقته بمحيطه وعلاقته بالآخرين، لأنه في الغالب يقود المصابين به إلى الانطواء. يذكر أن الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بينت أن 154 مليون نسمة يعانون من الاكتئاب، وأن عدد المصابين بمرض الفصام أو الانفصام العقلي يقدرون ب 45 مليون شخص في العالم، وتصل نسبة الإصابة إلى واحد بالمئة من السكان في أي مجتمع حضري، ويمثل مرضى الفصام أكثر من 90 بالمئة من نزلاء المصحات والمستشفيات العقلية، في الوقت الذي لا يلقي فيه أكثر من 50 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون الفصام الرعاية الصحية المناسبة، ولا تتوافر العلاجات الصحيحة لنحو 90 بالمئة من مرضى الفصام في البلدان النامية.