هدايا الملك الشبابية بإقامة وإنشاء مدينة رياضية بأدق وأكمل وأرقى المواصفات حدث مهم ليس رياضيا فحسب. بل إنه يأتي في سياق بناء وإعادة البنية التحتية للوطن. ومن هنا كانت تباشير المواطنين بها خصوصا وأن الأمر الملكي الكريم جاء مؤكدا على سرعة الإنجاز وعدم التواني. الهدية ينتظر منها فرحة وبهجة وهذا ما قصده مليكنا المحبوب عندما زف هذه الهدايا لشباب الوطن لتكتمل منظومة شبابية ورياضية واجتماعية في آن واحد. المؤسف أن منطقة القصيم مثلا تم تحوير الهدف من هذه المدينة إلى جدلية لا داعي لها بسبب النظرة المزدوجة، أو عدم الفهم للأمر الملكي الكريم الذي جاء صريحا في إنشاء هذه الهدية في مدن المملكة الكبرى. ولست أدري لماذا يتم الزج في مثل هذه المشاريع في جدليات تذهب بريقها وبهاءها وبهجتها. كان المنتظر كما هو أي مشروع يقدم للمنطقة أن يتم تشييده في المدن نظرا لسرعة الإنجاز وتوافر الخدمات. ووجود محفزات النجاح لهذا المشروع. إن أي تعثر لمثل هذا المشروع لا يخدم ولا يسر أي مواطن. كما أن من المتعين أن يكون رأي المجالس البلدية وأمانات المناطق محوريا معتبرا. لأنه يقدم الرؤية الأهلية المدنية وكذلك الرسمية المتخصصة من ذات العلاقة. ومن لوازم توافر فرص النجاح والإنجاز للمشروع هو التفاعل الإيجابي من المواطنين والجهات المعنية. ومن ثم فإن أي تعثر أو عدم قبول أو مساندة نتيجة انفراد أي جهة بالقرار ينعكس سلبا على الأهداف المتوخاة من هذا المشروع الحيوي التنموي الملياري الهام. لقد أسفت وغيري كثير حينما تم الزج بهذا المشروع في أتون مناقشات كان في غنى عنها أسوة بالمشاريع الأخرى التي تقام في المدن الكبرى، وتخدم الجميع في أي منطقة. وكان الأمل دوما بالجهات الفاعلة والنافذة أن تصغي إلى صوت الحكمة والعقل، وأن يكون المواطن عبر مجالسه الرسمية صوتا مسموعا محترما، ومجالس المناطق والمجالس البلدية نافذة هامة لاتخاذ أي قرار يمس المواطن ويخدمه. والتعسف في القرار من المؤكد أنه سوف ينعكس سلبا على المشروع في المستقبل القريب والبعيد. ولاشك أن المقصود من حكومتنا الرشيدة في إنشاء تلك المجالس هو تفعيلها وتقديم الرأي والمشورة الناصحة لها. ولا يحسن التهميش من قبل أي جهة لأنه سوف ينعكس على الروح الإيجابية والتناغم اللازم بين مؤسسات الدولة وأجهزتها. إن الجدلية القائمة اليوم هناك تبعث على القلق في المشاريع القادمة وطريقة وآلية التعامل معها وتنفيذها وعدم الأخذ بالاستحقاقات السكانية للمدن الكبرى. وأهمية مراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والشبابية لذلك. هناك مشاريع لا يضير اختيار المكان. إلا أنه في المقابل هناك ثمة مشاريع أخرى قد يكون نجاحها واستمرارها وتنفيذها والاستفادة منها مرهونا بالمكان. كان من المتعين في نظري سرعة البت في اختيار الموقع في النطاق العمراني الممكن لإحدى المدن الكبرى في المنطقة كي تتوفر عناصر النجاح اللازمة التي تسهل وتعجل في الإنجاز في أسرع وقت ممكن، تحقيقا لأمنية ورغبة والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.