تعتبر الوسائل التي ينطلق منها تنظيم داعش من الطرق الحديثة، إذ تعتني بأكبر قدرٍ من الدقة في الإنتاج الإعلامي التلفزيوني، فهي تستثمر كل قيم الحداثة من أجل ضرب الحداثة، وتستخدم قيم العصر للخروج على العصر. وأكثر الوسائل التي يعتمد عليها التنظيم على الإطلاق هو تطبيق «تويتر»، ولا تزال إدارة الموقع، ومالك التطبيق يراوحون مكانهم لجهة البدء بتفكيك هذه الخلايا التويترية «الداعشية»، وإخراجها من هذا المكان. لا شك أن تويتر صار «قاعدة عسكرية» للتجنيد، ولك أن تستمع إلى اعترافات بعض الشباب العائدين، سيقولون لك إن التجنيد بدأ بالرسائل الخاصة من خلال هذا الموقع، ولا تزال أسماء قادة في التنظيم وكوادر تغرد كل يوم. وحين كتب الصديق مشاري الذايدي متناولا ضرورة ضرب رقابة على «تويتر» تنزع منه الداعشية، أشار إلى «شعراء الحرية» الذين وصل ببعضهم إلى اعتبار التكفير رأيا فكريا! وهؤلاء ممن ينتمون إلى سلك شعراء الحرية يعتبرون حتى التطرف الذي لم يصل إلى العنف باعتباره من الآراء السياسية والتيارات الفكرية البحتة! إذا كانت هناك عبودية ضد الحرية، فإن بعض «شعراء الحرية» باتوا مستعبدين داخل شعار الحرية. الباحث في الجرائم المعلوماتية الدكتور محمد البيشي صرح لجريدة «الرياض» قبل أيام بأن هناك دراسة أجرتها جهة رسمية على عدد (200) حساب، وكان متوسط أعمار رواده يتراوح بين (18 – 24) عاما، وذلك لمدة ثلاثة أشهر فقط! الدراسة رصدت صفحات تحمل فكرا متطرفا وتدعو للجهاد وتبث مقاطع تعزز من الإرهاب، جغرافية المتابعة في الدراسة كانت على (9) دول عربية، ومنها السعودية، النتائج أظهرت وجود (170) ألف مشترك في هذه الصفحات، و(15) ألف مشترك من الحسابات الفاعلة! لئلا يكون تويتر أو فيسبوك أو يوتيوب من القواعد العسكرية لداعش، على المسؤولين البدء بالضغط على الآمرين والمسؤولين في أمريكا للتعاضد من أجل فرض رقابة صارمة على حركة تويتر السائبة المنفلتة.