سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اقتصاديون: الأحداث المالية الأخيرة في أوروبا شكلت الجزء الأخطر من الأزمة المالية العالمية مؤكدين أن غياب "صانع السوق" أدّى بالسوق المالية السعودية للهبوط الحاد
قال اقتصاديون ان الأحداث المالية الراهنة في أوروبا والولاياتالمتحدة بدأت بتكوين جولة جديدة من الأزمة المالية العالمية، وقد تكون أشد وطأة من بدايات الأزمة العام قبل الماضي، معتبرين أن تبعات الأزمة المالية قد يطول مداها مع الأزمات الدولية الجديدة. واعتبر الاقتصاديون أن تأثر السوق المحلية يعود في المقام الأول لغياب صانع السوق وهو مايؤدي بشكل دائم للهبوط أو الارتفاع الحادين و "بعشوائية" نتيجة الغلبة للأمور النفسية على النتائج الفنية في السوق السعودية وإن كانت ليست بمنأى عن الأحداث الأخيرة، خاصة على مستوى القطاع البنكي والمؤسسات المالية. وقال المحلل الاقتصادي محمد العمران أن الهبوط الحاد في تعاملات السوق السعودية أمس السبت تأتي كردة فعل طبيعية للأحداث الأقتصادية الهامة التي جرت الأسبوع الماضي من أزمة ديون الدول الأوروبية مرورا بإرتفاع الدولار مقابل اليورو وإلى الحالة النفسية التي مرت بها جميع الأسواق العالمية، وهبوط أسعار السلع بشكل كبير. وحول تأثر السوق السعودي بالهبوط الحاد قال العمران:" لازال الكثير من المتعاملين يقللون من آثار العوامل الخارجية، رغم أننا نؤكد دائما أننا لسنا بمنأى عما يحدث خارجيا، وهذا الحديث قد يكون مقبولا قبل عقدين أو أكثر ، أما في الوقت الراهن فالعلاقات المالية متشابكة ومترابطة بشكل قوي خاصة في القطاع المالي، وتأثر المؤسسات المالية أمر طبيعي في ظل الأزمة الراهنة، وأتوقع أن نشاهد ارتدادا وهميا في تداولات غد الاثنين". تركي فدعق واشار العمران إلى التقارير الاقتصادية الأخيرة والتي أكدت أن القضية تتجاوز الأزمة المالية في اليونان والبرتغال وبعض الدول الأوروبية الأخرى إلى أزمة أخرى في الولاياتالمتحدة، حسب وجهة النظر الأمريكية والتي تعتقد بأن ارتفاع الدولار القوي أمام اليورو سيكون ذا تبعات خطيرة وسيخلق أزمة كبيرة للشركات الأمريكية،مضيفا :" مانشهده حاليا يعتبر جولة جديدة من الأزمة المالية العالمية، وهناك من يعتبرون هذا الرأي نوعا من المبالغة، إلا أن الشواهد الحالية تدل على أن حالات الإفلاس التي بدأت تمتد في أوروبا وديونها العالية، يدل على أن الأزمة المالية لم تنطفىء جذوتها بعد، وسيكون لها تبعات متلاحقة". وأكد المحلل الاقتصادي تركي فدعق عضو لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة أن غياب صانع السوق لازال يبعثر السوق السعودية ويدفع بها إما لارتفاعات أو انخفاضات تكون حادة لغياب الهيكلية المفترضة للأسواق المالية. واعتبر فدعق أن هبوط الأمس يعتبر رد فعل طبيعي لهبوط الأسواق العالمية يومي الخميس والجمعة، موضحا أن إقرار المساعدة لليونان بمبلع 110 مليارات ريال سيخفف من وطأة الأزمة وكذلك اجتماع المفوضية الأوروبية اليوم لدعم اليونان حتى لاتتجاوز الأضرار بوطأتها الحادة إلى الدول الأوروبية الأخرى كالبرتغال، مشيرا إلى أن الأسواق العالمية ستحدد يوم غد الاثنين مع بداية تعاملات الأسبوع مدى تجاوبها مع الخطوات لحل الأزمة الأوروبية. وحول الهبوط الحاد في السوق السعودية ومدى امتدادها لتداولات الايام المقبلة قال :" السوق السعودية شهدت هبوطا مدفوعا دون مستويات مقاومة رئيسية، والعوامل النفسية لعبت دورا كبيرا فيما يحدث وسيحدث أيضا بالسوق السعودية وأعتقد ان الانخفاض سيكون أقل وطأة في تداولات اليوم وغد، فيما سيكون هناك ردة فعل إيجابية يوم الثلاثاء متى ما تجاوبت الأسواق العالمية مع التحركات الأوروبية". واعتبر فدعق أن التأثر الشديد في قطاع البتروكيماويات وقيادته للهبوط في السوق السعودية يعود للارتفاعات التي حققها هذا القطاع من بداية العام والتي تجاوزت 25% رغم أن الأزمة الأخيرة المتضررة منها القطاع المالي في المقام الأول.