يقول المثل «إن كان بيتك من زجاج لا تقذف الناس بالحجر»، فشطارة الحزب في الدخول بحرب مع نظام بشار الأسد ضد الثورة السورية بأوامر إيرانية ترتد بالداخل اللبناني وكون الداخل اللبناني ضعيفا يعاني من جميع أنواع الاضطرابات فالاقتصاد الركيك الذي لم يحتمل مقاطعة السياح العرب من أربعة أعوام وأصاب الحكومة بالإفلاس الخطير وحتى الداخل الاجتماعي اللبناني الذي يعاني من المشاكل الطائفية بين الشيعة والسنة من عقود لا يبشر بخير والتخوف على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط كلها أمور لن تساعد الحزب في حربه مع بشار الأسد وإن كان اليوم يقوم الحزب بزيارات للأفرقاء اللبنانيين للدخول في بدء مفاوضات تسند الحزب في محاربته للمعارضة السورية داخل الأراضي السورية مطالبا بالوقوف إلى جانب الحزب في الداخل اللبناني بعد المحاولات لداعش والنصرة نقل الحرب داخل الأراضي اللبنانية وفتح أكثر من جبهة لتشتيت القوى العسكرية للحزب. المعركة في منطقة «بريتال» لن تريح قاطنين بريتال فمن لا يعلم بأن بريتال هي مربع أمني الداخل فيه مفقود والخارج مولود فسكان بريتال المعروف عنهم هم من مافيا تجارة المخدرات وزراعتها وسرقة السيارات لذلك سيقف عمل حراك المافيا في منطقة بريتال مع الكر والفر بين داعش والنصرة والحزب، فكيف ستكون ردة الفعل لمافيا بريتال المسلحة قديما لدرجة عدم قدرة الجيش اللبناني بدخول المنطقة أو القيام بمداهمة واحدة في بريتال خوفا من مسلحى بريتال، فكشف المنطقة أمنيا ودخول الجيش والحزب يعطل عمل تهريب وتجارة المخدرات ويشل أعمالهم المنظمة من عقود فهل ستتعاون مافيا بريتال مع الحزب أم تتململ وتصبح العنصر الطارد له من بريتال. «لو كنت أعلم لما قمت بخطف الجندي الإسرائيلي» هكذا قالها حسن نصر الله إبان حرب تموز في آخر الحروب الإسرائيلية مع لبنان مطالبا جميع الأفرقاء بالخفاء على المطالبات الدولية بشحذ وقف الحرب بعد الضرر البالغ الذي أصاب لبنان جراء سقوط الصواريخ الإسرائيلية على لبنان، ويبدو أن الخطاب القادم من «السيد حسن للشعب اللبناني» سيكون على نفس النمط «لو كنت أعلم لما دخلت سوريا وقتلت الثوار والشعب السوري ولا أدخلت الجيش اللبناني في حرب لا يستطيع الوقوف فيها» فخطر تدمير وحل الجيش كما حصل في حروب 1975 ليست بالبعيدة لأن الجيش اللبناني لن يكون أقوى لا عقائديا أو تسليحا من الجيش العراقي بمجابهة داعش وانسحابه من الموصل أمام إرهابيي داعش فإقحام الجيش في أمور أقوى من واقع وعقيدة الجيش لن تصب في مصلحة اللبنانيين وبالأخص مسيحي لبنان فماذا سيكون حالهم إن دخلت داعش والنصرة لبنان.