واصلت الأمطار الغزيرة هطولها على منطقة جازان ومحافظاتها حيث هطلت البارحة الأولى أمطار متفرقة على المنطقة ومحافظاتها أدت إلى جريان عدد من الأودية. وأوضح الأهالي أن الأمطار حاصرت سكان قرية المصقع، واقتحمت منازل في قرية الحصمة بمحافظة أحد المسارحة الأمر الذي سبب في حدوث تلفيات بأثاث المنازل واحتجاز للمركبات. وأكد سكان قرية المصقع أن السيول دخلت منازلهم بعد الأمطار الغزيرة وأتلفت معها الأثاث، وتسببت في أضرار بسبب تحول مجاري الأودية إلى عدد من المنازل في القريه كما تسببت الأمطار والسيول في احتجاز أهالي قرية الحصمة ومنعهم من الخروج والدخول إليها بعد أن قطعت الطرق. وأضافوا أنهم يعيشون في معاناة بعد أن تأخر تنفيذ مشروع الطريق المؤدي إلى إسكان الحصمة وعدم إكمال جسر وادي مسلة الأمر الذي يضاعف معاناتهم أيام السيول والأمطار، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل وفتح الطرق وسرعة إكمال المشروع والعمل على إيجاد حلول لتحويل السيول عن منازلهم لما تسببه لهم من خسائر. وكانت دوريات الدفاع المدني تمركزت على ضفاف الأودية، ودعت المواطنين إلى عدم النزول إلى بطونها أو المجازفة بعبورها، وأكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني الملازم رعد الرياني أن جميع فرق الدفاع المدني على أتم الاستعداد لمباشرة الحوادث التي قد تنتج عن الأمطار والسيول مطالبا المواطنين الابتعاد عن بطون الأودية ومجاري السيول. من جهة أخرى، أدت الأمطار إلى إغراق الشوارع وتراكمها بالمناطق المنخفضة كما أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المدن والقرى في المنطقة، بالإضافة إلى ازدياد الحوادث المرورية، ومن جانبها كثفت الإدارة العامة للمرور حملاتها المرورية وتوعية المواطنين. وفي المقابل، طبقت الشركة السعودية للكهرباء خطة طوارئ في منطقة جازان بسبب التقلبات الجوية والأمطار والعواصف التي تشهدها المنطقة حاليا. وقالت الشركة في بيان لها إن نحو 80 فرقة من الطوارئ التابعة للشركة وست فرق من المقاولين المساندين تم تكليفهم بتنفيذ الخطة في مختلف المحافظات بمنطقة جازان، ويشرف رئيس العمليات بالمنطقة على تنفيذ الخطة إضافة إلى مشرفي ورديات على مدار الساعة في جميع المكاتب ومراكز الطوارئ. وأهابت الشركة بالمواطنين بمنطقة جازان على الاتصال مباشرة برقم الطوارئ 933 للتبليغ عن أي عطل دون الحاجة لمراجعة مكاتب الخدمات، لأن الشركة تتابع آليا أداء المنظومة الكهربائية وعمليات صيانة الأعطال وعمل فرق الطوارئ والدعم الفني. إلى ذلك، تكررت حالة الغرق في كثير من منازل المواطنين في ضمد والجهو والحمى والقرى المجاورة لها نتيجة الأمطار الغزيرة التي تواصل هطلها على المحافظة والقرى التابعة لها فقد غمرت الأمطار البارحة الأولى منازل الأهالي في قرية الجهو نتيجة انخفاض تلك المنازل وارتفاع منسوب الشوارع التي ساعدت في تحويل مياه الأمطار إلى المنازل. وذكر شيخ القرية الشيخ عبدالله منصور أن حوادث غرق المنازل ومداهمة السيول السابقة لمنازلنا تضررت منها البيوت والممتلكات. وأضاف أن هطول الأمطار المتواصلة فرض علينا المطالبة المستمرة من بلدية ضمد ومن أعضاء المجلس البلدي في محافظة ضمد بمشاريع لحماية أبنائنا ومنازلنا والتي من ضمنها مشروع لتصريف مياه الأمطار والسيول. وأضاف بقوله «كنا قد طالبنا قبل سنوات بهذا المشروع ومازلنا نطالب وإلى الآن ننتظر تنفيذ هذا المشروع ومازالت كوارث الأمطار والسيول تهدد أبناء الجهو ومساكنهم». وقال أحمد موسى إن المركبات توقفت في شوارع ضمد التي تحولت نتيجة الأمطار إلى وحل وطين وبرك من المياه أضف إلى المستنقعات التي تحتاج إلى اهتمام من البلدية قبل أن تنتشر بسببها الأمراض. وأضاف أن سفلتة الشوارع لم تكن على حسب المواصفات التي تصرف الأمطار إلى مجاريها، لافتا إلى أن ضمد تحتاج إلى تنفيذ مشروع متكامل لتصريف الأمطار. وقال خالد عبدالعزيز إن قوة واستمرار الأمطار والصواعق الرعدية منعت المصلين من الخروج من مساجدهم مما اضطرهم إلى الجلوس في مصلاهم والجمع بين المغرب والعشاء. وأضاف أن شوارع ضمد غمرتها مياه الأمطار مطالبا بلدية ضمد بسفلتتها بآلية مدروسة لتصريف مياه الأمطار. وقال كل من محمد عبده العربي وناصر إبراهيم شريعة إن هناك منازل تضررت من الأمطار وتصدعت جدران غرفها وكذلك بعض الأهالي ناموا على العقوم الترابية بسبب ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والمنازل. وقال يحيى إبراهيم صيرمان: أهم علاج لهذه الحوادث والكوارث التي تتكرر سنويا في الجهو هو تنفيذ مشاريع تصريف للأمطار والسيول ودعم السدود وتقويتها حتى تتمكن من مقاومة السيول العارمة. وذكر حسن الحازمي أن من المفروض على أعضاء المجلس البلدي في محافظة ضمد الخروج على أرض الواقع بعد هطول الأمطار وتدوين ملاحظاتهم والسلبيات التي تكتشفها الأمطار في المحافظة ومن ثم إصلاحها خاصة أنها تتكرر كل عام والمواطن هو المتضرر. وأضاف الحازمي: كل ما لاح برق في السماء ودوى صوت الرعد وضعنا أيدينا على قلوبنا من المخاطر وكوارث السيول. وأكد كل من هادي عبده عريبي وأحمد إبراهيم أن هطول الأمطار تسببت في إقفال بعض المحال التجارية، وأوضح ل«عكاظ» خالد الحازمي أن الأمطار التي هطلت على ضمد أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الحي الغربي وعاش الأهالي في ظلام دامس حتى باشرت فرق الطوارئ وقامت بإصلاح الأعطال وإعادة التيار إلى المنازل، وذكر إبراهيم خواجي أن الأهالي في بعض القرى التابعة لمحافظة ضمد يضعون أياديهم على صدورهم كلما برق البرق لخشيتهم من اجتياح السيول لمنازلهم. وذكر فهد عبده أن بعض المواطنين اشتروا مكائن لشفط مياه الأمطار عن منازلهم. من جهته، استنفر الدفاع المدني بضمد كامل آلياته الإسعافية والإنقاذية وتابع مجاري الأودية ومواقع تجمع مياه الأمطار وكذلك دوريات المرور وحذرت إدارة الدفاع المدني بضمد كافة المواطنين والمقيمين بعدم الخروج أثناء هطول الأمطار والصواعق الرعدية من المنازل كذلك عدم الجلوس في الأودية أو العبور منها ومراقبة أبنائهم بعدم السباحة في مجاري الأودية في مثل هذه الأيام حفاظا على سلامتهم. من جهة أخرى استنفرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان البارحة طاقتها لمواجهة الأضرار التي خلفتها عاصفة رعدية ممطرة ورياح شديدة هبت على المنطقة. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان بالإنابة الملازم أول رعد الرياني أن مركز القيادة والسيطرة تبلغ عن احتجاز عدد من المركبات في كل من أبو عريش وصامطة والفطيحة والحرث والطوال وتم التعامل معها من قبل فرق الدفاع المدني ولم يكن هناك أي إصابات.