لم يكن مستغربا الموقف الخليجي الصارم من أحداث اليمن خاصة أن اليمن يعتبر عمقا استراتيجيا تمتد أطرافه وتتلاحم مع دول مجلس التعاون الخليجي ليس جغرافيا فحسب وإنما اجتماعيا واقتصاديا في نفس الوقت، كما أن اليمن يعد منفذا إلى دول القرن الأفريقي. وقد جاء بيان وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي البارحة الأولى حاسما وشفافا في نفس الوقت بأن دول الخليج العربي لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في اليمن من حراك تنفذه فئه لصالح أطراف خارجية تحاول التدخل في شؤون اليمن بطريقة استفزازية سافرة وهو الأمر الذي لن تسكت عليه دول مجلس التعاون الخليجي خاصة أن استقراره سوف يسهم في نهضة الشعب اليمني بعيدا عن الصراعات الإقليمية كما تريد ذلك بعض الأطراف التي تشعل فتيل الصراعات وتحاول تصدير همومها إلى الآخر . ولا شك أن الاجتماع الطارئ لوزراء دول مجلس التعاون الخليجي وما تمخض عنه من آليات يعد تحذيرا صارخا أن اليمن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية أو تنفيذ أجندة فئوية ضيقة لا تتناسب مع حجم اليمن وإنسانه الباحث عن الاستقرار والحراك التنموي . وفي كل أزمة في اليمن نجد أن دول مجلس التعاون الخليجي تقف وقفة واحدة من أجل أن يتعافى هذا البلد ويحقق الرفاه لشعبه وجاء في منطوق بيان وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي أنه في سياق «الأحداث المؤسفة التي تشهدها الجمهورية اليمنية الشقيقة، وتقييم المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية ومخاطرها وانعكاساتها المباشرة على الأمن المحلي والإقليمي لدول المجلس فإن دول مجلس التعاون لن تقف متفرجة لصراع عبثي في هذا البلد وأنها تدعو إلى تنفيذ اتفاق الشراكة». كما تدراس أصحاب السمو والمعالي الوزراء تطورات الأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية الشقيقة في ضوء الأحداث المؤسفة التي جرت في محيط العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق وما تعرضت له المؤسسات الأمنية والمدنية في اليمن من اعتداءات تمس سيادة الدولة، وتعرض أمن الشعب اليمني الشقيق للخطر، وأعربوا عن قلقهم البالغ من التهديدات التي وجهت للحكومة اليمنية وأجهزتها. وأكد وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي شجبهم الأعمال التي تمت في اليمن الشقيق بقوة السلاح وإدانة واستنكار عمليات النهب والتسلط على مقدرات الشعب اليمني، وضرورة إعادة كافة المقار والمؤسسات الرسمية للدولة اليمنية، وتسليم كافة الأسلحة وكل ما تم نهبه من عتاد عسكري وأموال عامة وخاصة. وشددوا على أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التدخلات الخارجية الفئوية، حيث إن أمن اليمن وأمن دول المجلس يعتبر كل لا يتجزأ. ولأن اليمن يمثل أهمية لدول المجلس فإن أصحاب السمو والمعالي عبروا عن أملهم بأن تتجاوز الجمهورية اليمنية هذه المرحلة بما يحفظ أمنها واستقرارها ويصون سيادتها واستقلالها ووحدتها، مؤكدين أن ما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه يهدد أمن المنطقة واستقرارها ومصالح شعوبها.