على سفح جبل الرماة في المدينةالمنورة، وقف عدد من ضيوف الرحمن زوار طيبة الطيبة يسترجعون ذكرى واحدة من أكبر المعارك التي خاضها المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد كفار قريش، وكيف تحول النصر الذي تحقق في هذه المعركة إلى هزيمة بعد أن نسي الرماة أمر قائدهم وانصرفوا إلى جمع الغنائم.. عند هذه اللحظة تحديدا فاضت دموع الزوار وهم يترحمون على شهداء أحد من الصحابة رضوان الله عليهم. الحاج أحمد أيوب من السودان، غلبته دموعه وهو يقف على قمة الجبل، وقد تحدث ل «عكاظ» معبرا عن مشاعره قائلا: كنت أشاهد جبل أحد في الصور فقط، وعلى مدى 40 عاما وأنا أتمنى رؤيته، لأن له مكانة خاصة في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نفوس المسلمين كافة، حيث قال رسولنا الكريم (إن أحدا جبل يحبنا ونحبه وهو من جبال الجنة)، لذلك فأنا أحبه، وعندما جئت تخيلت غزوة أحد وما حدث فيها، خاصة بعدما رأيت جبل الرماة وقبور الصحابة رحمهم الله. وقال الحاج كمال عبدالسلام من مصر أن روحانية المكان وأهمية وعظمة هذا الجبل مستمدة من وقوع غزوة أحد فيه ووجود قبور الصحابة وعلى رأسهم عم النبي صلى الله عليه وسلم. وتتذكر شقيقه جمال كيف اهتز الجبل فرحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وقف عليه ذات يوم ومعه أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، حيث رجف بهم، فقال الرسول (أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)، مؤكدا أنه استفاد كثيرا من الكتب التي توزعها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتوعية الزوار والحجيج والتحذير من البدع والخرافات أثناء الزيارة. يذكر أن المدينةالمنورة تتميز باحتضانها للعديد من المواقع التاريخية والأثرية التي تعد عنوانا بارزا لتاريخ الأمة الإسلامية ومنها قبر سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب على بعد حوالى 5 كيلو مترات شمال المسجد النبوي، وقد شهد جبل أحد الذي يقع في الجهة الشمالية من المدينة أحداث غزوة أحد الشهيرة، وهناك أيضا مسجد القبلتين الذي صلى فيه الرسول الكريم وهو في طريقه إلى بيت المقدس، وفيه أمر بالتحول إلى الكعبة، ومسجد قباء أول مسجد أسسه رسول الله في المدينةالمنورة عندما وصل إليها مهاجرا ويقع في الجنوب الغربي منها ويبعد عن المسجد النبوي بحوالي 5 كيلو مترات، ومقبرة البقيع التي تجاور المسجد النبوي وتضم قبور كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، والمساجد السبعة التي تقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينةالمنورة، ويحرص ضيوف الرحمن على زيارة هذه المواقع كلما جاءوا إلى طيبة الطيبة.