ارتفعت النوافذ التي تريد ترك رسالة للوطن. ارتفعت الهاشتاقات التي تحمل مجاميع الكلام والمشاعر. ارتفعت مظاهر التنادي وامتدت القلوب واتصلت بعضها ببعض. يخطئ من يحسب لهذه الفرحة غير الحب ومعاقد الابتهاج، غير الشعور بالانتماء. غير الحنين الأبدي للمنزل الأول. نعم، هو يوم يجيء كل سنة، لكنه يتجدد وينمو شكلا ومضمونا. نتسع فيه بالرضا والحمد على نعم الله التي تطوف بين جنبات الوطن وفي واسع أرجائه، نتسع بالشكر الذي يتلوه الشكر لحياة الأمن والاستقرار والثبات رغم كل ما يحدث في الخارج. نمتلئ بالحب الصادق والولاء المتجدد للقيادة الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. رسائلي كثيرة، يمكن اختصارها في صورة طفل يحمل اخضرار بلاده وهو يسير نحو مدرسته صباحا. في صورة نشيد الوطن وهو يدور بين الحناجر والمحاجر. في صورة وئام والتفاف بين الشعب والقيادة, في شرف العناية الكبيرة بالحرمين الشريفين وبضيوف الله وزوار بيته الذين يأتون من كل فج عميق رسائلي كثيرة، يمكن اختصارها في صوت طلال مداح وهو يغني: وطني الحبيب وهل أحب سواه؟ في ابتهالات محمد الثبيتي حين يقول: إني أحدق في المدينة كي أراك، فلا أراك.. إلا شميما من أراك. في ارتفاع خلف بن هذال، وهو ينادي: يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود = ما تهزك لا زوابع ولا غدر عملا. هي فرحة وطن يعيش في داخلنا، يشاركنا أيامنا وليالينا، يلم مباهجنا وأوجاعنا، ويحتضن مرابع حياتنا الأولى، والذكريات التي تكبر مع العمر. كل عام وأنت يا وطني بخير ونماء واتساع، كل عام وأنت في ظل وارف وشموخ أبي وارتفاع ظاهر، كل عام وعناية الرحمن تطوف بك وتحميك، كل عام والفرح أنت ونحن فيك بألف خير.