يفتخر علي عارف محمد الكناني الزهراني بعمله في السقاية منذ نصف قرن وحتى وقتنا الحاضر على الرغم من بلوغه 68 عاما من عمره، خصوصا إذا ما عرفنا أن العرب كان يتسابقون على السقاية وإكرام الضيف منذ الأزل، ويتفانى الكناني حاليا في خدمة المجتمع من خلال مهنة قيادة صهريج ماء السقيا في بلدية المندق. وشغف الكناني بقيادة السيارات منذ سنيه الأولى، إذ استصدر أول رخصة له في ال11 من جمادى الأولى من عام 1385 ه من مرور الطائف، وكان رئيس المرور آنذاك العقيد سعد مستور الشهراني، لافتا إلى أن الامتحان كان على سيّارات شفر 54 أمريكي، ليبدأ العمل على السيارات الثقلية منها العمل على صهريج ماء تعود ملكيته لأحمد عاصم في الطائف ثم عمل عند عبدالله سليمان القرشي لمدة 10 سنوات بين العام 1387ه وحتى العام 1397ه، مؤكدا أنه لم يجد من هذين الشخصين إلا الثقة الكبيرة والمعاملة الطيبة. واشترى الكناني في عام 1397ه صهريج مياه خاصاً به طرازه 60 فورد 5 طن، وظلت علاقته بالشاحنات وطيدة كونه مصدر رزقه، ويؤكد أن سجله المروري خالٍ من المخالفات المرورية خلال هذا المشوار الطويل كونه كما يصف نفسه سائقا منضبطا ويلتزم بقواعد وإرشادات السلامة المرورية وأصول القيادة السّليمة، واحترام الآخرين في الشارع من المارّة وقائدي المركبات. والتحق الكناني منذ عام 1402ه بالعمل سائقا في بلدية المندق و لا يزال على رأس العمل و لم يتغيّب يوماً واحدا، مشيرا إلى أن انضباطه اكسبه ثقة رؤساء البلديّة المتعاقبين، فكلما غادر رئيس أوصى من بعده بالقول: لا تفرّطوا في هذا الرجل لانضباطه في دوامه، وتفانيه في عمله إذ يتجه لعمله صباحاً قبل موعده بساعة. وروى أنه كان جالساً في مكتب رئيس بلدية المندق، ودخل أحد المراجعين، وهو شخص يعرفه، فالتفت إلى رئيس البلدية سائلاً وممازحا: لماذا لم يتقاعد علي إلى الآن؟ فأجاب الرئيس مبتسماً: «لو تقاعد علي لمتنا عطشا».