مشاركة المملكة في الضربات الجوية ضد التنظيمات الإرهابية ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في سوريا، ما هي إلا دليل عملي واضح على أن المملكة حريصة على اجتثاث الإرهاب قولا وفعلا، خاصة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أول من حذر من خطورة التنظيمات الإرهابية وطالب بضرورة التعامل معها بحزم وقوة. لقد أدركت القيادة الحكيمة أن الإرهاب أصبح آفة خطيرة على المجتمع العربي ويجب اجتثاثه من جذوره في العراقوسوريا.. والمملكة تعاملت مع ملف الإرهاب بكل حزم وبلا هوادة في الماضي ونجحت في كسر ظهر الإرهاب في الداخل، وساهمت في تعزيز الجهود الدولية لمكافحته. وما تأكيدات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، بأن المملكة لن تتوانى عن المشاركة في أي جهد دولي جاد يسعى إلى حشد وتضافر العمل الدولي وتكثيفه لمحاربة الإرهاب أينما وجد ومهما كانت دوافعه وأسبابه، أو الجهات التي تقف وراءه، ودون تفرقة بين جنس أو لون أو مذهب عقائدي، إلا انعكاس على جدية المملكة في ضرب الإرهاب أينما كان. إن مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية في عمليات عسكرية جوية في سوريا ضد تنظيم «داعش» ودعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب واستعادة الأمن والوحدة السورية التي تواجه إرهابا ظلاميا من قبل «داعش» وطغيانا أسديا همجيا أهلك الحرث والنسل، تجسد حرص المملكة على لعب دور استراتيجي في التحالف الدولي قولا وفعلا، كما أنها حريصة على مواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة بحكمة وحنكة وتدرك ما يجري في المنطقة من تحولات تقتضي اليقظة للحفاظ على سيادة المملكة وأمنها واستقرارها باعتباره خطا أحمر لن تقبل بتجاوزه بأي حال من الأحوال. وليعلم الجميع أن المملكة لن تتساهل في قمع الإرهاب والضرب بيد من حديد ضد الإرهابيين أينما وجدوا.. وهي تمتلك القوة العسكرية الضاربة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن المملكة واستقرارها، وفي نفس الوقت ستستمر في رسالتها نحو تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي ونبذ الإرهاب والتطرف ونقل الصورة الحقيقية للإسلام السمح الذي ينبذ الإرهاب والتطرف.. ولن تتوانى عن المشاركة في أي جهد دولي جاد يسعى إلى حشد وتضافر العمل الدولي وتكثيفه لمحاربة الإرهاب. إن الوقت حان لكي تظهر المواقف علانية، من هو مع مكافحة الإرهاب ومن هو مع دعم الإرهابيين، وليعلم النظام السوري البريري وجميع عملائه أن الظلم والقهر والقتل لن يستمر والشعب السوري المغلوب على أمره سينتصر على تنظيم «داعش» الإرهابي الظلامي وعلى بربرية النظام الأسدي عاجلا أو آجلا، خاصة أن نظام الأسد هو الحاضن لهذه التنظيمات الإرهابية، ولابد لدول العالم من تحمل واجباتها وسرعة إيجاد حل للأزمة السورية بطريقة مسؤولة وأكثر جدية ودعم المعارضة السورية المعتدلة بالسلاح النوعي لكي يحدث التغيير الاستراتيجي على الأرض