معروف أن مرض السكر هو مرض شائع في العالم، ونسبة السكر عالمياً تقدر بحوالي 5 % من السكان، وفي دول الخليج وفي السعودية أعلى بكثير للأسف وتقدر بحوالي 23 إلى 25% من الشعب السعودي لديه إما سكر أو سكر مكتشف أو سكر غير مكتشف، وأحياناً نكتشف السكر عند قدوم المريض في حالة شكوى بالنسبة للعين سواء نظر ضعيف ونكتشف السكر في العيون، ومن طرفنا يتم تحويله إلى دكتور الباطنية، ومهم جداً عند اكتشاف المريض للسكر لابد من إجراء فحص للشبكية بصفة دورية، وأقل شيء مرة في السنة حتى في حالة عدم شكوى المريض، فكلما اكتشفنا تأثير السكر على الشبكية في مرحلة متقدمة تكون نتائج العلاج أحسن بكثير وهذا مهم جداً، وننصح بها المرضى وللأسف أطباء الباطنية أو معالجي مرضى السكر يركزون على مرض السكر وكيف يتم تخفيضه بالأنسولين أو الأدوية وينسون موضوع العين نهائياً، برغم أن السكر يؤثر على الشبكية بنسبة أكثر من 95% من مرضى السكر، ونسبة بسيطة جداً من مرضى السكر لا تحدث للشبكية مشاكل ولكن الغالبية العظمى يحدث فيها تغيرات تأتي على هيئة رشح للشبكية أو بؤر نزيف بسيطة جداً، ومن المهم جداً أن ننقل لمرضانا بأن مرض السكر مرض يبقى مع الشخص طوال حياته وليس معنى معالجته بالحبوب أو الأنسولين أن المرض انتهى، ولكن تأثير السكر يظل موجودا، وكلما طالت مدته في جسم الإنسان كلما زاد تأثير السكر. وفي حالة اكتشاف السكر لابد من عمل فحص للشبكية حتى يتم تحديد خطة العلاج، فنكتشف الشبكية لأي مدى تأثرت، وفي حالة عدم وجود تأثير يتم الكشف سنوياً، وفي حالة وجود تأثير لابد من اجراء فحوصات وعلاج للحالة، وطبعاً هذه المواضيع تزيد مع الوقت، فالمريض عند اكتشافه سكرا بالشبكية ويتعاطى أنسولينا أو حبوبا وسكره منضبط فلا يذهب للطبيب وهذا ليس له علاقة نهائياً، فضبط السكرهام ولكن هذا لا يعني أن الشبكية ستنجو من تأثير السكر على الشبكية. هناك علامات معينة تظهر في الشبكية حتى نبدأ بالعلاج، فرضاً أن هناك مريضاً اكتشفنا سكرا في الشبكية ولا يوجد تأثير على مركز الإبصار ولا شعيرات دموية غير طبيعية فالمريض يتابع والوضع مستقر، ومن الممكن إجراء صورة للشبكية ليتم مقارنتها مستقبلاً، ويتم إعطاء موعد للمريض بعد ثلاثة أو أربعة أشهر، وعند تأثر مركز الإبصار يبدأ العلاج بفحوصات وعلاجات معينة للشبكية، وتأثير السكر على الشبكية يظهر في أوائل المرض عادة في صورة شعيرات غير طبيعية تنمو ترشح نوع من السوائل أو دم قريب جداً من مركز الإبصار وهذا طبعاً يؤثر على النظر وفي هذه الحالة يتم عمل فحوصات مثل فحص الصبغة وتصوير للشبكية حتى يتبين مدى الرشح ،وهناك فحص آخر وهو النظر للشبكية على هيئة شرائح حتى يتم اكتشاف مدى الرشح في مركز الإبصار لأنه على هذا الأساس لابد في حالة وجود رشح يتم عمل ليزر، وفي حالة وجود رشح في مركز الإبصار يتم عمل نوع معين من الإبر الشبكية حتى يقلل الرشح الموجود، وهناك نقطة هامة جداً وهي إدراك أن مرض السكر مع الشخص طوال حياته، وكل العلاجات التي تعمل للشبكية لكي تحتوي الموضوع وحتى لا يتطور عن وضعه الحالي سواء بإجراء الليزر أو الإبر، من المهم جداً أن المريض يفهم أن كل هذه الإجراءات لكي نسيطر على المرض وليس عودة النظر إلى ما كان عليه. المشرف العام للخدمات الطبية، وعضو مجلس الإدارة ورئيس أقسام جراحات الشبكية- بمجموعةمستشفيات ومراكز مغربي