تُعدُّ الشبكية المكان الوحيد في جسم الإنسان الذي يمكن فيه رؤية الأوعية الدموية الصغيرة رؤية مباشرة. لذا فإنَّها من الأماكن المهمة التي يمكن الكشف بواسطتها عن العديد من الأمراض كالسكري وضغط الدم وبعض أورام المخ... الخ. فمرض السكري مثلاً: يؤدِّي إلى تغيّرات كثيرة في الشبكية ومنها ظهور شعيرات دموية جديدة، وأنزفة مختلفة الأحجام وتليفات في الشبكية وفي الجسم الزجاجي وانفصال في الشبكية وضعف شديد في النظر. وكل هذا يؤدِّي إلى انعدام النظر. ويمكن علاج هذه الحالة بعلاج مرض السكري نفسه بشكل متواصل وفعَّال، وبِكَيّ الشعيرات الدموية الجديدة بأشعة الليزر لتفادي نزفها، والتقليل من مضاعفات هذا المرض في العين. ومهما يكن من أمر فإنَّ التغيّرات التي تحدث في الشبكية نتيجة هذا المرض لا يمكن إصلاحها ولكن يمكن وقف أو تأخير حدوث مضاعفات جديدة فيها بالعلاجات المذكورة أعلاه. داء السكري والعين داء السكري من الأمراض المزمنة التي يتعايش معه شريحة كبيرة في مجتمعنا وحول العالم، وكما هو معلوم فإنَّه يؤثِّر على الأوعية الدموعية في كافة أنحاء الجسم. ماذا يمكن عمله لتقليل أو تفادي المضاعفات؟ - التحكم في مستوى سكر الدم بالرياضة والأدويَّة والحميَّة. - متابعة دائمة من طبيب باطنية متخصص في أمراض الغدد الصماء. - الفحص الدوري للعيون وفحص قاع العين والشبكية بعد توسيع البؤبؤ عند طبيب متخصص في العيون والشبكية خاصة في الحالات المتقدمة. - في حالات النساء المصابات بالسكري ويرغبن بالحمل يجب عليهن فحص العين في بداية الحمل ومن، ثمَّ كل ثلاثة أشهر حتَّى الولادة. - عند حدوث أي تغيّرات في حدة الإبصار أو خطوط أمام العين مراجعة طبيب العيون دون تأخير. - الإقلاع عن التدخين حَيْثُ إنه يزيد المضاعفات على الشبكية ويؤدِّي غلى تآكل مركز الإبصار. - متابعة حالة الشبكية بالأجهزة التشخصيَّة المتطوِّرة مثل التصوير لقاع العين بالصبغة وقياس سماكة مركز البصر بجهاز oct المطور. - يوجد نوعان من التأثير على الشبكية من مرضى السكري. - تأثير على أطراف الشبكية، تغيّرات في الأوعية الدموية مع نزيف واحتقان بالأوعية الدموية. - تأثير على مركز الإبصار عبارة عن رشح للسؤال من داخل الأوعية الدموية لأغشية الشبكيَّة وزيادة سماكة مركز البصر. - في المراحل المبكرة من التأثيرات يحتاج المريض للفحص مرة كل سنة ومع زيادة التأثيرات تقل الفترة الزمنية بين كل فحص وآخر - في الحالات المتقدمة من التأثير تكون الحاجة للمعالجة. المعالجة تكون بعدة طرق منها: - استخدام الليزر بأنواعه المختلفة لمعالجة التأثيرات لأطراف الشبكية أو لمركز الإبصار أو للاثنين حسب الحالة. وفي السنوات القليلة الماضية تَمَّ اكتشاف علاج جديد للاستخدام في العين لمعالجة آثار السكري وأمراض أخرى عديدة لشبكية من أشهرها مادة تسمى أفاستين Avastin وهو مضاد لتكون الأوعية الدموية غير الطبيعيَّة وتقليل الرشح في الشبكيَّة. - الحالات المتقدِّمة التي تكون مصاحبة لنزيف مزمن في الجسم الزجاجي أو انفصال شبكي بسبب السكر تحتاج للتدخل الجراحي والليزر في نفس الوقت. وأودُّ التنبيه إلى اعتقاد خاطئ عند البعض أن الليزر يبسب أضرارًا ويؤدِّي إلى فقدان الإبصار، على العكس تمامًا أثبتت الدراسات العلمية فائدة الليزر في معالجة آثار السكري على العين وخصوصًا إذا كان في الوقت المبكر من المرض، كما تبيّن أن المعالجة الجيِّدة تقلل من التأثير على مركز الإبصار وتقلل نسبة فقدان الإبصار بنسبة تصل إلى 60 في المئة أفضل فيما لو لم تتم المعالجة بالليزر. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن اكتشاف التأثيرات في العين يكون سببًا في اكتشاف التأثيرات الأخرى على الكلى والقلب ومعالجتها مبكرًا. وحدة الشبكية