أكد استشاري أمراض الشبكية والجسم الزجاجي الدكتور محمد رخا أن مرض السكر له علاقة مؤثرة على الشبكية لدى المرضى المصابين به، مشيرا إلى أن المرض يؤثر على الشبكية لدى 95% منهم. وأضاف رخا في حديث إلى "الوطن"، أن نسبة قليلة جدا من المصابين بمرض السكري لا تتأثر الشبكية لديهم بمضاعفات المرض، لكن الغالبية العظمى يحدث لديهم تغيرات، وهذه التغيرات تحدث على هيئة رشح للشبكية، وبالطبع يجب على المرضى فهم ذلك باعتبار أن المرض يلازم الشخص طوال حياته، وأحيانا نكتشف السكر عندما يأتي المريض شاكيا من أي شكوى بالنسبة لعينه أو يعاني من ضعف في البصر، وفي أحيان أخرى نكتشف إصابة المريض بالسكر من خلال الفحوصات التي نجريها للعين، وبالتالي نحيل ملفه إلى طبيب الباطنية المختص. وأضاف رخا أن الشبكية تقع في الجدار الخلفي للعين ويمرّ من خلالها الضوء إلى الخلايا العصبية التي تستقبله، ومن المهم جدا للمريض عند اكتشافه السكر أن يخضع لفحوصات لشبكية العين مرة واحدة في السنة على الأقل، حتى لو كان المريض لا يشكو لأن اكتشاف تأثير السكر على الشبكية مبكرا وعلاجه تكون النتائج أحسن كثيرا وهذه مهمة جدا وهذه نصيحة مهمة للمرضى ولكن للأسف أطباء الباطنية أو السكر أحيانا يركزون على مرض السكر فقط وينسون العين نهائيا. وأكد رخا أن السكر قد يؤدي إلى فقدان البصر نهائيا أو انفصال الشبكية، ولتلافي ذلك ننصح المرضى بعدم الانتظار حتى يشتكوا من شيء للذهاب للطبيب، فعند اكتشاف السكر لا بد من عمل فحص للشبكية، فإذا كانت فيها تأثير يتم تقديره للبدء في الفحوصات والعلاج لهذه المشكلة وتزايدها مع الوقت. ويضيف الدكتور محمد: أنه توجد علامات معينة تظهر في الشبكية لبدء العلاج، فعندما نرى المريض ونكشف على السكر في الشبكية ولا يوجد تأثير عليها أو على مركز الإبصار ولا توجد شعيرات دموية غير طبيعية، بمعنى أن المريض يتابع الحالة فنخبره بأن الوضع جيد ويمكن أخذ صورة للشبكية من أجل مقارنتها في المستقبل ويتم إبلاغ المريض بأن حالته مستقرة والاستشارة بعد ثلاثة أو أربعة أشهر. أما في حالة أن الشبكية متأثرة فإن مركز الإبصار يبدأ في التأثر وتظهر عليه بعض العوارض وهي: ضعف مفاجئ أو تدريجي في النظر، ظهور أجسام متحركة في مجال البصر، ظهور عتمة في مجال البصر، وألم في داخل العين في المراحل المتقدمة جدا، ومن هنا نبدأ العلاج بفحوصات وعلاجات معينة للشبكية. وأوضح استشاري أمراض الشبكية والجسم الزجاجي أن تأثير السكر على الشبكية يظهر بأكثر من شكل، ففي بداية المرض توجد شعيرات غير طبيعية تنمو وعلى الأكثر رشح ونزول سوائل أو نوع من السوائل ودم قريب جدا من مركز الإبصار، وهذا بالقطع يؤثر على النظر وعندما نرى المريض في هذه الحالة يتم عمل فحوصات وهي فحص الصبغة " الفلوروسين" لعمل تصوير للشبكية حتى يمكن تقدير مدى الرشح في الشبكية، وبالفحص نستطيع أن نرى الشبكية بشرائح معينة من مركز الإبصار لنرى كمية الرشح الموجود في مركز الإبصار لأنه على هذا الأساس نحدد ما يحتاجه المريض، فإذا كان هناك رشح يتم عمل ليزر وإذا كان الرشح في مركز الإبصار يتم عمل نوع معين من الإبر في الشبكية لتقليل الرشح الموجود. ونصح الدكتور محمد كل مريض بالسكر بالحرص على المتابعة لدى طبيبه المعالج للسكري للمحافظة على معدل طبيعي للسكر بالدم، ومعالجة الأمراض الأخرى التي قد تزيد من مضاعفات السكر على العين، علما بأن العلاج في الحالات المبكرة يحافظ على صحة النظر بشكل أفضل، وأما في الحالات المتقدمة فسوف يهدف العلاج إلى تأخير التدهور لأطول فترة ممكنة، وأن هناك نقطة مهمة جدا دائما ننصح بها مرضانا وهي أنه من المهم جدا أن يعرف المريض أن مرض السكر يلازم الشخص طوال حياته وأن كل العلاجات للشبكية من أجل محاولة احتواء للمشكلة الحالية وأن لا تتطور عن الوضع الحالي سواء بالليزر أو الأبر وأيضا من المهم جدا أن يكون المريض مدركا لحالته جيدا لأن المريض عنده الأمل في أن يعود نظره كما كان في الماضي وهذا عادة لا يحدث، فكل العلاجات هدفها احتواء المشكلة وهذا مهم جدا لأنه لو أهملت المشكلة وتركت بدون أي علاج فسنجد أن موضوع النظر وتأثير السكر على الشبكية يزيد مع الوقت ويتفاقم ويضعف بصر المريض.