«الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى»، كم من مرة سمعنا بهذا المثل يضرب لنا ونحن صغار، فلا نكاد نفقه ما يريد الآخرون قوله لنا. وللذكريات السعيدة، وها نحن في ذكرى اليوم الوطني تلامس قلوبنا مشاعر فياضة بحب الوطن وشرف الانتماء إليه حتى بات يسكن في أعماق وجداننا. واليوم بمناسبة اليوم الوطني، وبحمد الله ونعمته من علينا بدوام صحة تاجنا ومليكنا وحبيب أهله وبلده وشعبه، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقد تشرفت بالسلام على مليكي يوم الجمعة الموافق الرابع من عيد الفطر الماضي، وكم كانت سعادتي برؤية مليكي وهو في أتم الصحة، ولله الحمد. وكثير منا لا يقدر معنى هذه الصحة التي أنعم بها الخالق لهذا التاج الغالي، إن الله إذا أحب عبده رضي عنه وأكرمه بالعفو والعافية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلانا، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض) متفق عليه. فتاج بلادنا قد حكم فعدل فأمن فنال رضى الله. فلنعلم أن الصحة والعافية أفضل ما أنعم الله به على الإنسان، وأجزل عطاياه، وأوفر منحه، ولا يتمكن العبد من حسن تصرفه، والقيام بأمور الحياه وتمام العبادة، إلا بوجودها، وليس يعدلها شيء، وينبغي للعاقل أن يعرف مقدارها، ويشكرها. فما بالنا أن من الله بهذه الصحة لمليكنا الحبيب في الله عز وجل وفي بلده وشعبه ومن ثم أمر الخالق بأن توضع الصحة على هذا التاج. وعن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، لأن أعافي فأشكر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورسول الله يحب معك العافية»، فنحن مواطني هذا البلد الآمن يجب علينا أن نحمد الله على عافية تاجنا الغالي وعلى صحته، فهي قبل أن تكون لصاحبها هي لنا. نعم، للصحة تاجها الذي لم تلمسه أي يد بشرية ولم يصمم في دور المجوهرات العالمية ولم يعرض في النشرات الإعلانية والإخبارية ولم يعرض يوما للبيع في المزادات العلنية. ذلك التاج الذي صاغته قدرة إلاهية كبرى وضعت فيه كل المواصفات والمقاييس الصحية التي لا تستطيع إنجازها كل مصانع الأدوية العالمية على شتى ماركاتها وعلاماتها التجارية، تاج لا يقاس بالموازين ولا بالمكاييل ولا بالقيراط ولا بأي وزن تبيحه المنظمات الدولية والعالمية. إنه تاج إلاهي من صنع الخالق الجبار الذي لا يمكننا أن ننكر عليه هذه الهبة الكريمة التي أتمها في صحة تاجنا، ولا يمكننا إلا أن نسأله عز وجل دوامها ودوام ذلك التاج على كل الرؤوس حتى وإن لم نتمكن من رؤيته ليظل المجتمع دائما سليما آمنا من كل سوء. دمتم بصحة وعافية، فمن صحة تاجنا تنبع صحتنا وأمننا ومصالحنا وشرعنا وحقوقنا التي ننعم بها نعمة من الله. أدعو الله أن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده ثياب الصحة والعافية. للتواصل (فاكس 6079343)