لا تمر مناسبة عربية أو ملتقى إقليمي أو اجتماع أممي، إلا والمملكة تدق ناقوس الخطر وصيحات التحذير من ضرورة التصدي للتنظيمات الإرهابية وكبح جماح تنظيم «داعش» الإرهابي الذي عاث في الأرض العراقية والسورية بالفساد، ومطالبتها بلجم الإرهاب وتعزيز التحالف الدولي لمواجهته بلا هوادة وبحزم وقوة. وما كلمة المملكة التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك السفير عبدالله المعلمي أمام مجلس الأمن حول العراق، إلا استمرار لدق جرس الإنذار لضرورة حشد القوى العالمية للتصدي لإرهاب «داعش»، وإنهاء معاناة الشعب السوري الذي يواجه آلة القتل الأسدية البغيضة والتي قتلت الآلاف من السوريين الأبرياء بدعم من الباسيج الإيراني وميليشيات حزب الله الطائفية. وعندما تؤكد المملكة أن السياسات الطائفية والتدخل لمحاولة مسخ الهوية والاستبداد السياسي والقمع، كلها عوامل أدت إلى إرساء أرضية خصبة تنامى فيها الإرهاب العابر للحدود والقارات الذي نشهده اليوم والذي يمثل «داعش» أحد شواهده، فإنها تشخص الأعراض التي أدت لازدياد الأعمال الإرهابية، خاصة وحشية إرهاب «داعش» الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة والإسلام منه براء. لقد ساهم تهميش الطائفة السنية في العراق التي كان يجب أن تلعب دورا رئيسا ومهما في المستقبل السياسي وتعامل الحكومة العراقية السابقة بمعيار طائفي، في دخول العراق إلى أتون الحرب الأهلية والطائفية وظهور التنظيمات المتطرفة مثل «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تطرح شعارات زائفة لا تمت للدين الإسلامي أو الأعراف بصلة. إن المملكة كانت ولا تزال ملتزمة بنبذ العنف والإرهاب وبقيم التسامح والاعتدال والوسطية وفهم ثقافة الآخر. وعلى المجتمع الدولي إذا رغب في إيجاد حلول جذرية للإرهاب، أن يضع خطة عمل لمواجهة الجماعات الإرهابية على كل الجبهات العسكرية والمالية والفكرية وإيجاد حلول عادلة لقضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي تعتبر القضية الأساسية للأمة العربية والإسلامية. وعلى الحكومة العراقية الجديدة الاستفادة من أخطاء الحكومة السابقة حتى يستعيد العراق عافيته لإيجاد البيئة المناسبة لنجاح الإصلاح السياسي وتكريس قواعد العدالة والمساواة. إن المملكة ستقف مع العراق وستواصل جهودها لنصرة الأشقاء في العراق وتقديم العون لهم في كل مجال حتى يسترد عافيته ويمارس دوره الطبيعي والتاريخي مع أشقائه من الدول العربية، ولكن على صناع القرار في العراق الابتعاد عن الفكر الإقصائي والطائفي ونبذ الإرهاب والتطرف والمساعدة في إنهاء مأساة الشعب السوري عبر دعم اجتثاث إرهاب الأسد و«داعش». إن المملكة بادرت ومدت يد العون إلى الشعب العراقي الشقيق، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعلن تقديم تبرع مقداره 500 مليون دولار إلى الأممالمتحدة لتصرف منه على المتضررين واللاجئين والنازحين من أبناء الشعب العراقي بمختلف فئاتهم العرقية والدينية والمذهبية. حان الوقت لكي يقول العراقيون كلمتهم عبر نبذ الإرهاب وإنهاء التهميش ودعم اجتثاث إرهاب «داعش» والأسد.