أكدت المملكة أن التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش»، تجاوز في جغرافيته العراق والشام وبات يشكل خطرا يهدد الجميع ويستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي الدول مخاطره ونتائجه. وطالب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مداخلة له أمام مؤتمر الأمن والسلام في العراق الذي أنهى أعماله في باريس أمس، باستمرار التحالف ضد هذا التنظيم الإرهابي مدة عشر سنوات لضمان زوال هذه الظاهرة البغيضة، مؤكدا أن محاربة الإرهاب مسألة لن تنتهي بمعركة واحدة أو خلال فترة قصيرة بل كل الدلائل تشير إلى أن هذه المواجهة سيطول أمدها ولن تكون خاتمتها بالانتصار على «داعش» مع حتمية هذا الأمر، فكما أن الإرهاب لم يتوقف بالقضاء على بن لادن ودحر القاعدة فإن نهايته لن تكون محسومة بالقضاء على «داعش». وقال: إن اجتماع اليوم يأتي بعد تطورات سياسية وأمنية عاصفة شهدتها الساحة العراقية والتي تضع هذا البلد أمام مفترق طرق بين ماض شهد حالة من الاضطراب السياسي والعنف الطائفي وأشكال التدخل الخارجي المصحوبة بتحديات هددت سيادته ووحدته الوطنية، مشيرا إلى أن الحاضر يمثل فرصة للعراق لخروجه من هذا المأزق مع قيام حكومة جديدة نأمل أن يتوفر فيها التوازن السياسي الذي افتقدته الحكومة السابقة ورئيس للدولة يوفر ضمانة للدستور ورعاية لأمن واستقرار الوطن. وأشار الفيصل إلى أن من حق العراق علينا أن نؤازره في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي، موفرين للحكومة ورئيس الدولة الجديد ما يساعدهما على المضي قدما في تطبيق أوجه الإصلاح السياسي المطلوب والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي في إطار من الضمانات المؤسسية. وأشار إلي أن تحدي «داعش» الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلا من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح منطقتنا والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه تحت غطاء الدين الإسلامي الذي هو براء منهم وأفكارهم وأفعالهم. وأكد وزير الخارجية، أن هذا التنظيم قد وجد في أرض سوريا بحكم طبيعة نظام الأسد أرضا خصبة للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دونما عرقلة أو ضوابط، فلابد لأي استراتيجية لضرب «داعش» من أن تشمل أماكن تواجده على الأرض السورية. وشدد على أهمية توفير كل أشكال الدعم الضروري للمعارضة السورية المعتدلة المتمثلة في الائتلاف الوطني لتمكينها من التصدي المزدوج لتنظيم «داعش» ولنظام يعمل على تغذية هذا التنظيم والاستفادة منه لضرب المعارضة السورية المشروعة واستغلاله كذراع إضافي لإيقاع مزيد من المعاناة والعذاب على الشعب السوري المنكوب. ولفت الفيصل إلى تخصيص حكومة خادم الحرمين الشريفين 500 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقي، مؤكدا أن حكومة المملكة سوف تستمر في مؤازرة العراق الشقيق إلى أن يستعيد عافيته.