يرى هداف دوري ركاء في الموسم الماضي ونجم فريق الوحدة الحالي موسى مدخلي أن المسابقة هذا العام، ازدادت رونقا وجمالا بوجود الفرق الخبيرة في الدوري الممتاز دفعة واحدة بعد هبوط الاتفاق وفشل الوحدة والقادسية الصعود في النسخة الماضية، لافتا إلى أن ذلك سيزيدهم إصرارا على قطع بطاقة التأهل من الطريق الصعب، ومؤكدا صعوبة المهمة لتعدد المنافسين وتنوعهم على نحو غير مسبوق. وكشف في حوار خص به «عكاظ» عن أن فرسان مكة أصبحوا أمام محك حقيقي لن يتراخوا فيه من أجل العودة، متناولا مستقبله مع النادي وحقيقة انتقاله في نهاية الموسم لناد آخر ودوافع استمراره مع الوحدة، وجملة من الموضوعات التي تطالعون تفاصيلها .. وفيما يلي نص الحوار: كيف وجدت الفرق في الوحدة الموسم الماضي والآن؟ - الفرق كبير.. ما نشاهده اليوم هو فريق متجدد في كل شيء في العناصر والمستوى والنتائج والأسلوب الفني من قبل جهاز جاء مبكرا وعرف عن قرب كل مشاكل الفريق السابقة وفريق عانده الحظ كثيرا في الموسم الماضي ولم يكن هناك رضاء تام من قبل غالبية السواد الأعظم من المحبين، واليوم الوضع مختلف تماما هناك روح قد عادت وهناك إدارة تقف خلف كل متطلبات اللاعبين. ما هي أبرز العوامل التي جعلت الفريق يحقق هذه الانتصارات المتتالية رغم قوة المنافسة بشكل يفوق العام الماضي؟ - الاستقرار الإداري وجلب جهاز فني متكامل من وقت مبكر عرف عن قرب احتياجات الفريق واختيار التشكيل والتكتيك مبكرا قبل بداية الموسم والإعداد المبكر، حيث دخلنا في معسكر في النادي ومعسكر آخر في الطائف ولعبنا مباريات ودية مع أندية كبيرة مثل الأهلي والاتحاد وغيرها هذه المباريات كشفت للمدرب مستوى كل لاعب وقد دخلنا غمار منافسات الدوري والمدرب قد وضع التشكيل الأساسي والاحتياطي بعكس سنوات مضت كان الاستعداد متأخرا. ولكن هذا يقود إلى سؤال يتعلق بذات العمل الموسم المنصرم، الحوافز المالية وصرف الرواتب ومع ذلك أخفق اللاعبون في الصعود؟ - أنا لم أبدأ في عهد إدارة علي داوود التي كانت مسؤولة عن تجهيز الفريق، تعاقدت معي الإدارة الحالية وحضرت بعد انقضاء عدة مباريات والفريق لم يكن سيئا كما يظن البعض، بل واجه صعوبات كبيرة ومنها سوء الحظ الذي لازم الفريق في كذا مواجهة رغم أن إدارة النادي وفرت كل مقومات الحياة، حيث فرطنا في مواجهة الجيل في مكة والدرعية في آخر الموسم، وهاتان المواجهتان كانتا كفيلة بصعودنا. ينتقد فريق الوحدة منذ 10 سنوات، بأنه مهما تقدم وحافظ على الصدارة يعود ويتنازل عنها بسهولة؟ - الفريق أصبح الآن متجددا في كل شيء من عناصر شابة مطعمة بالخبرة وإدارة واعية تلبي احتياجات اللاعبين أول بأول من أجل ضمان الاستقرار الفني وخصوصا في هذا الموسم نجد الروح القتالية داخل الملعب حاضرة بقوة، المشهد الفني الذي أمامي هو رفض اللاعبين الهزيمة منذ بداية المباراة حتى نهايتها، يواصل البحث عن الانتصار بكل حماس وهذا دليل على أننا نمتلك روح الفريق الواحد. اختلاف وتطوير هل ترى بأن الفريق الحالي هو ذات الفريق الذي وعدت به الإدارة الحالي عند توليها المهام بأن الوحداويين ينتظرهم فريق نموذجي يعيد الهيبة لهم؟ - الفريق الحالي يمثل نواة المستقبل للوحدة ويحتاج لمزيد من الدعم المادي والمعنوي ووقفة كافة رجالات مكة خلفهم ويحتاج أيضا لبعض العناصر.. هذا الفريق يمثل شكل ومضمون الفريق القادم الذي يستطيع منازلة الفرق الكبيرة في دوري جميل إذا وقفوا خلفه رجال مكة الأفياء والأثرياء. إذا ما هي الأدوات التي يمكن أن تتوفر لهذا الفريق حتى ينازل الفرق الكبيرة من أجل المراكز المتقدمة في جميل؟ - وقفة الجماهير الوحداوية قاطبة، نحن في أمس الحاجة إلى الدعم المعنوي وقد سعدنا كثيرا في المواجهات السابقة بعودة الجماهير بقيادة عاطي الموركي، ولكن نحتاج إلى المزيد من الحضور وكذلك وقفة رجال مكة الأثرياء بالدعم بمختلف أشكاله والحضور في التمارين والمباريات مثل رجالات الأندية الأخرى. بحكم أنك مهاجم هداف وسبق أن حققت هداف الدرجة الأولى وتنافس حاليا على اللقب.. لماذا لا تفكر في اللعب للأندية الكبيرة ؟ - أنا لاعب محترف والنادي الذي يقدم لي العرض المادي الأكثر لعبت له، والمفاوض الوحداوي الذي قدم لي الموسم الماضي عرضا ماليا مغريا كان الأفضل من غيره من مفاوضي الأندية الكبيرة واخترت عرض الوحدة لهذا السبب. الهدف الاستقرار هذا يعني أن طموحك بالانتقال لأندية جميل مازال قائما ؟ - نعم ولكن ذلك شرط أن يكون عرضهم المالي أفضل، اللعب للأندية الكبيرة أمنية كل لاعب وأنا منهم لكن ذلك مرهون بالعرض المادي لأنني لاعب محترف وأبحث عن تحسين مستواي المعيشي والفني وهذه سنة الحياة ليس في الرياضية وحدها بل في كل مكان، التنقل من جهة إلى أخرى بحثا عن مصدر الرزق وتطوير المستوى المعيشي حق مشروع. هل يحمل كلامك هذا رسائل لبعض الأندية ؟ - رسائلي هي من الملعب فقط لكنني أجبتك بوضوح، أنا لا أفكر حاليا في الرحيل من نادي الوحدة حتى نهاية الموسم لأنه كما يقال بالعامية «أنا ولد أصول» مرتبط بعقد مع فرسان مكة وأحترم كل الوحداويين من جماهير ولاعبين وإدارة، لقد وضعوا ثقتهم في شخصي ووضعنا معا بطاقة الصعود هدفا نصب أعيننا كهدف استراتيجي، لا أفكر في الرحيل عن الوحدة حاليا بقدر ما نفكر في العودة لدوري جميل، وبعد نهاية الموسم لكل حادث حديث فيما لو قررت البقاء أو فكرت في الرحيل. مهمة صعبة ماذا عن الأجواء داخل الفريق بصراحة ؟ - للأمانة أنا مرتاح جدا مع هذه المجموعة وهذا الفريق الذي كان كل فرد فيه مخلصا معي، وكانوا في كل الأمور يغلبون مصلحة النادي على أنفسهم بدءا من الإدارة وانتهاء بالجماهير الرائعة، عمل إداري واع وجهاز فني يمتلك الرؤية الفنية لرسم ملامح مستقبل مشرف لنا. كيف ترى حظوظ فريقك في الصعود في ظل الملاحقة المستمرة من الاتفاق والنهضة؟ دوري هذا العام صعب وقوي، فهناك أكثر من ناد يرى بأن فرصته في الصعود قائمة وبالإضافة الى هذه الفرق التي ذكرتها هناك الرياض والقادسية ولكن نحن في الوحدة ننظر إلى كل مباراة في كيفية التعامل معها فنيا في عملية كسب النقاط نهتم بترتيب أوراقنا وننفذ تعليمات المدرب على أرض الواقع من أجل الاستمرار في هذا الطريق حصد النقاط، فالمهم لدينا هو عدم التعثر ونعرف بأن موسم هذا العام قوي جدا بوجود الاتفاق. وجود الاتفاق والقادسية إلى جانب الوحدة في ركاء، أمر نادر الحدوث كيف انعكس ذلك عليكم؟ - من حسن حظ هذه المسابقة أن اجتمع هذا الثلاثي المتمرس في دوري المحترفين الممتاز دفعة واحدة، الحقيقة أن الرابح الأكبر هي الرياضة السعودية فوجود هذا الثلاثي يعني أن أحدهم لن يتأهل على الأقل، وهو ما يعني أن الإثارة ستكون مختلفة، فالاتفاق الذي هبط للمرة الأولى في تاريخه يسير بخطى ثابتة نحو العودة، كما هو حال الوحدة الذي يدرك لاعبوه أن المهمة لن تكون سهلة وأن الطريق لن يكون ممهدا، ولكن عموما وكما قيل «الكايد أحلى»، فالتأهل لدوري جميل من هذه البوابة الرائعة سيكون له طعم مميز ووقع خاص علينا وبات من الضروري أن تعمل كل الأندية حسابا للتنافس في هذه النسخة، حيث من المرجح أن يكون محتدما وقويا.