عندما تنتشر فكرة (بناءة)، في مجتمع ما، تصبح جزءا من الثقافة العامة لذلك المجتمع، وربما ازدهرت تلك الفكرة لتعم العالم بأسره، فتشكل جزءا من ثقافة إنسانية عالمية.. هكذا يبدو الهدف الأيديولوجي الذي انطلقت به «مؤسسة سابلينغ» الأمريكية للقيام بنشاطها في مؤتمرات تيدكس.. فمن يتابع سلسلة مؤتمر «تيدكس» في مختلف أنحاء العالم العربي، عبر موقعها «TED.com»، أو في قنوات اليوتيوب، يجدها لافتة ومؤثرة. خصوصا أنها مستمدة من المكانة التي حققها مؤتمر «تيد» العالمي، بحيث تجعل من «تيدكس» المنتظر إقامته في مكةالمكرمة حدثا له أهمية خاصة، ولا سيما أنه سيقام في مدينة لها من العمق الحضاري والتاريخي والديني ما يجعل تأثيرها طاغيا، في نواحٍ معينة، على سواها من المدن التي أقيم فيها من قبل. وكما يبدو أن الغرفة التجارية والصناعية في مكةالمكرمة عندما فكرت في استضافة المؤتمر في مقرها، فكرت في إبراز بعض الخصائص الغائبة وغير المعروفة للعالم عن قدرات أبناء مكة.. فكرت في إطلاق أفكار الشباب، وبث تطلعاته لمستقبل مشرق لبلدهم الأمين في مختلف المسارات الحضارية العلمية والفنية والإدارية وكل ما يتماس مع الحياة المدنية المتطورة. لا نشك في أن مكة تضم أبناء قدموا لها الكثير، وهناك من لديهم ما يقدمونه ولم تحن الفرصة له، ولهذا شرعت غرفة مكة في التعاون مع الشاب بدر المطلق، وهو شاب يملأه الإيمان بقدرات شباب الوطن، لاستضافة المؤتمر وتجميع شبابها الواعد تحت سقفها ليقول ما عنده. وفي واقع الحال، هناك ما يؤكد على وجود أسماء شابة مهمة أثرت وتؤثر في الثقافة المكية بكل جوانبها، في مجال الأعمال والصناعة والتشييد والقطاعات الخدمية والعلمية، وبالطبع في مجالات الفنون والتكنولوجيا والترفيه والتصميم. إنهم يمثلون حراك التطلع إلى آفاق رحبة ملؤها التجريب والتفوق والسير حثيثا نحو الابتكار والإبداع. الكل يعلم أن مؤتمر «تيد» مؤتمر يقام سنويا، بدأ من العام 1984م في الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل منتظم، ليهتم بنشر الأفكار التي تستحق التقدير في مجالات متعددة، من ضمنها موضوعات في العلوم، الفنون، العمارة، التقنية، الترفيه والتصميم الغرافيكي، الديكور الداخلي، والقضايا العالمية الإنسانية. و«تيد» (بالإنجليزية: TED) هي اختصار ل:«تكنولوجيا. ترفيه. تصميم» (Technology Entertainment and Design)، وهي سلسلة من المؤتمرات العالمية التي ترعاها «مؤسسة سابلنغ» الأمريكية غير الربحية التي ترفع شعار «أفكار تستحق الانتشار». وفي العالم العربي، سبق إقامة مؤتمر «تيد» لأول مرة في 2010، وبعدها عقد أكثر من 75 مرة في أكثر من 70 مدينة عربية، بعد إضافة حرف إكس (x) إلى الاختصار تيد، وصار ذلك الحرف يشير إلى أن المؤتمر يقام مستقلا عن المؤتمر العالمي، أو أنه إضافي أو رديف.. فأقيم خلال السنوات الماضية في: الدوحة والقاهرة ودبي والخرطوم وأبوظبي وصنعاء وتعز والعين وعدن وغيرها من المدن العربية والخليجية، وفي المملكة أقيم في الرياض والخبر والظهران وجدة، وها هو يتأهب للانطلاق في مكة، ربما بعد موسم الحج، فماذا سيقدم شبابه؟.