ونحن نحتفل بإذن الله تعالى يوم الثلاثاء المقبل بأغلى وأهم مناسباتنا الوطنية التاريخية، مناسبة اليوم الوطني الرابع والثمانين للمملكة العربية السعودية، هذه المناسبة المجيدة التي نحتفي من خلالها بتاريخ تليد وعريق، تتصدره ملحمة إعجاز وإنجاز، سطرها وقادها مؤسس هذه البلاد، وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. تلك الملحمة التاريخية الخالدة التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما من البذل والتضحيات، والصبر والجلد، والعزم والإصرار، والحكمة والحنكة والفراسة التي تمكن من خلالها بعون الله وتوفيقه من توحيد أجزاء المملكة، وإرساء قواعدها الصلبة والراسخة في كيان واحد ودولة مترابطة، تنبذ الفرقة والشتات، وتكرس الأمن والأمان، ولم الشمل تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم توالى حصاد تلك الملحمة التاريخية الخالدة، في تنام مطرد يثمر بالخير والسؤدد على مملكتنا الغالية لتواصل التحليق في سماء الشموخ والرفعة والازدهار في دأب وبذل وتفان، سابق تسارعه الزمن، وفاقت قفزاته التنموية الوصف، بفضل الله ثم بمن قيضهم الله لقيادة هذا الوطن الحبيب من أبناء الملك المؤسس البررة وصولا إلى هذا العهد المزدهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أيدهم الله. أقول ونحن نحتفل بهذه المناسبة التاريخية العظيمة اليوم الوطني لمملكتنا الغالية، مملكة الإيمان والأمان، ومهد الرسالة، وأرض القداسة علينا جميعا أن نستشعر بأمانة الضمير وفي هذا الوقت «تحديدا» ما يكتنف الشعوب والأوطان من حولنا من هول الشتات والهتك والفتك والدمار، ففي هذا التبصر من العبرة ما يملي على ضمير كل من يعيش على ثرى هذا الوطن، وتحت سمائه. ما هو في غاية الأهمية من الاعتبارات التي تستوجب علينا الكثير ومن بين ما تستوجبه: أن نقيم فعاليات احتفالنا وابتهاجنا بهذه المناسبة بما يوجبه الله علينا تجاه هذا الوطن الغالي من غيرة وحفظ ومحافظة مستشعرين كل ما ننعم به على أرضه ويغبطنا عليه سوانا. ما يستوجبه رب العرش العظيم الذي من على هذا الوطن وخصه بما ليس في سواه فنجزل الشكر للعلي القدير، فبالشكر تدوم النعم، وندعوه عز وجل أن يديم على مملكتنا عزها وأمنها ويحفظها من كل سوء، ويحفظ لنا قيادتنا الرشيدة، إنه سميع مجيب.. والله من وراء القصد. تأمل: من الممكن أن تنتزع مواطنا من وطنه، لكن من المستحيل أن تنتزع الوطن منه.