من أدق المعايير التي تبين مستوى أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات، هو المعيار الثقافي، والمتمثل بالشغف الكبير على الاطلاع والقراءة، والفضول المستمر تجاه المعرفة. العلم لا يحد ولا يرد فإن لم تواجهه وتطلع على دقائقه وأسراره سيتجاوزك إلى الأبد. وحين كانت المجتمعات الإسلامية متفوقة بالقراءة والمطالعة في العصور الذهبية، وفي أزمان الترجمات وثراء الفكر والعلم، أنتجت القيم الإنسانية والحضارة المشتركة بين الشعوب. قبل أيام انطلقت مسابقة اقرأ، ضمن مبادرة أرامكو السعودية لإثراء الشباب، وقد أنتجت نماذج هائلة في التعلق بالمعرفة وثراء الاطلاع. كانت اللقطات التي بثت والحوارات التي طرحت تدل على جيل سعودي قارئ سيتفوق على أجيال مضت إن استمر بهذه الجودة والحفاظ على نوعية المقروء ودقة المضامين وعمق الاختيار. المؤشر المهم تبدى في إعلان القائمين على المسابقة أن 75 بالمائة من مجموع المشاركين كن من الإناث، وهذا يدل على أن العلاقة بين المرأة والكتاب بدت قوية وعميقة وقد شهدتها في مواضع ومعارض كتب عديدة ولهذا حديث آخر وسياق آخر. الإعلان نتيجته كالآتي: فاز بالمركز الأول حاملا لقب «قارئ العام» عن المرحلة المتوسطة: المتسابقة أريج القرني، وعن المرحلة الثانوية، المتسابقة أمجاد المكي، وعن المرحلة الجامعية، المتسابق مرتضى البحراني. لقد كان رائعا من إدارة الأرامكويين بقيادة م. خالد الفالح أن يعتبر نتاج الفعالية ثروة تساوي النفط والغاز! القراءة هي الوعي، هي شحذ الذهن، هي اغتسال من أدران الجهل، تمسكوا بالكتاب جيدا فهو نافذتكم على هذا العالم، والمكتبة هي سياحة العالم، والقراءة هي جولة في العقول والأزمان واختراق للأمكنة والقارات والثقافات والحضارات. الأمم التي تقرأ لا تهزم لأنها تمتلك أسرار النهوض والاستيقاظ.