طالب وزير الخارجية، سعود الفيصل، العالم بمحاربة تنظيم "داعش" ب"روح جماعية" بعد أن "تجاوز في جغرافيته العراق والشام"، على أن يستمر التحالف الدولي الجديد المشكل ضد "الإرهاب" في مواجهته لمدة 10 سنوات. وقال الفيصل في مداخلته أمام مؤتمر الأمن والسلام في العراق المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين (15 سبتمبر 2014): إنه "من حق العراق علينا أن نؤازره في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي، موفرين للحكومة ورئيس الدولة الجديد ما يساعدهما على المضي قدماً في تطبيق أوجه الإصلاح السياسي المطلوب، والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد، وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي في إطار من الضمانات المؤسسية". واعتبر وزير الخارجية أن تحدي "داعش" "تجاوز في جغرافيته العراق والشام"، و "لا يعدو كونه شكلاً من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح منطقتنا والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه". وطالب الفيصل بأن يشمل ضرب "داعش" كذلك أماكن وجوده في الأراضي السورية، مع توفير الدعم اللازم للمعارضة السورية التي وصفها ب"المعتدلة" والمتمثلة في الائتلاف الوطني المعارض كي تساعد في دحر "داعش" والنظام السوري. واستشرف الفيصل أن محاربة الإرهاب مسألة "لن تنتهي بمعركة واحدة أو خلال فترة قصيرة، بل كل الدلائل تشير إلى أن هذه المواجهة سيطول أمدها، ولن تكون خاتمتها بالانتصار على (داعش) مع حتمية هذا الأمر، فكما أن الإرهاب لم يتوقف بالقضاء على بن لادن ودحر القاعدة فإن نهايته لن تكون محسومة بالقضاء على (داعش)". ومن هذا المنطلق: "فإننا نرى بضرورة أن يستمر هيكل التنظيم المزمع إقامته لمحاربة (داعش) على الأقل عشر سنوات حتى نضمن بإذن الله زوال هذه الظاهرة البغيضة". ونوَّه الفيصل بقرار خادم الحرمين الشريفين بتخصيص مبلغ (500 مليون) دولار أمريكي لتغطية الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقي. وأفاد البيان الختامي الصادر في أعقاب محادثات مؤتمر باريس بشأن العراق أن نحو 30 دولة شاركت في المؤتمر اتفقت على تقديم "مساعدة عسكرية مناسبة" لبغداد لمحاربة "داعش". وذكر البيان الذي أصدره مسؤولون فرنسيون أن التصدي للتنظيم "مسألة ملحة" لكنه لم يذكر تفاصيل عن طبيعة المساعدات العسكرية المعروضة، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".