أثمرت التحركات السريعة التي أجرتها جمعيتا تحفيظ القران الكريم في مكةالمكرمةوجدة لكشف النقاب عن معلم تحفيظ القران الجلاد عن تحديد مقر المسجد الذي يقع في حي الطندباوي في مكةالمكرمة، حيث شكلت الجمعيتان فرق طوارئ ضمت مديري الإدارات فيها للتحري عن موقع الحلقة. وكشف ل «عكاظ» أمس رئيس الجمعية الخيرية في مكةالمكرمة الشريف نواف آل غالب أنه تم تحديد الحلقة، فيما فتح تحقيق موسع مع المعلم الذي سينال العقوبة النظامية، مؤكدا أن ما صدر منه يعد جرما لا يمكن تبريره مطلقا حيث سبق أن عمم على كافة الحلقات بعدم حمل العصا فضلا عن استخدامها، فيما يجري مراقبة أداء المحفظين في نحو 4600 حلقة للبنين والبنات خيرية ورسمية في مكة يدرس فيها نحو 97 ألف طالب وطالبة، ولم يرصد تجاوزات بمثل هذا السلوك المرفوض. وأضاف آل غالب: «اتضح أن المعلم وهو من الجنسية البرماوية يدرس في حلقة للتحفيظ غير رسمية وغير تابعة للجمعية تقع في حي الطندباوي ويشرف عليها أحد رجال الأعمال من مدينة الرياض». ولفت إلى أنه تم إحضار المعلم والطالب المعنف ووالده وجميعهم من الجنسية البرماوية وتبين من مجريات التحقيق التي أجرتها الجمعية أن الحادثة وقعت في شهر جمادى الثانية من العام الحالي وأن الأب هو من سمح للمعلم بضرب ابنه بعد أن شكا من عدم التزامه بالأدب في حلقات التحفيظ، مشيرا إلى أن المعلم أحضر تنازلا خطيا من والد الطالب متضمنا تنازله عن حقه جراء الضرب الذي تعرض له ابنه. وأضاف: «إن الجمعية أبلغت المعلم أنه موقوف عن التدريس وسيتم رفع تقرير مفصل وكامل عن الحادثة ومسبباتها إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة لاتخاذ التوجيه المناسب حيالها»، مشيرا إلى أن الشيء الذي يدعو إلى الغرابة هو موافقة الأب على ضرب ابنه. فيما قال المهندس عبدالعزيز حنفي رئيس جمعية «خيركم» لتحفيظ القرآن الكريم: إن بالمملكة أكثر من 700 جمعية تحفيظ معتمدة غير الحلقات التي تمارس نفس المهمة خارج نطاق الجمعيات المنطوية تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية.. وهي حلقات تقع في الكثير من الأخطاء وتتعقبها الدولة بدقة واهتمام لأنها تعمل بدون ترخيص وذلك أمر غير مقبول. وأشار المهندس حنفي إلى أن جمعيات التحفيظ الحكومية تمنع الضرب واستخدام أي شكل من أشكال العنف لأن هذا الطالب أو تلك الطالبة التحقوا بجمعيات تحفيظ القرآن بمحظ إرادتهم بحثا عن الفائدة ومن غير المقبول معاملتهم بالصورة التي ظهر بها معلم التحفيظ في أحد الفيديوهات المبثوثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس. حنفي شدد على أهمية إخضاع جميع حفظة كتاب الله لأنظمة الجمعيات الحكومية المرخصة وشروطها وفي مقدمتها أن يكون الحافظ لكتاب الله الكريم مجودا له ويكون المعلمون على درجة من المعرفة وحسن المعاملة والسلوك.. وأنهى حديثه ل «عكاظ» بالقول: إن كل من اطلع على الفيديو المشار إليه ينكر هذا السلوك ويرفضه، كما يتعاطف مع الطالب الذي تعرض للضرب والتعنيف.. ولذلك فإن الموضوع لن يمر بسهولة أيضا. من جهته اشار الرئيس التأسيسي للجمعية السعودية لرعاية الطفولة معتوق الشريف: إلى أن الضرب يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية كفهم الذات والثقة بالنفس والطموح والنجاح وغيرها ويجعل منه إنسانا عاجزا عن اكتساب المهارات الاجتماعية في التعامل مع الآخرين. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت مقطع فيديو يظهر معلما للقرآن يضرب طالبا صغيرا بوحشية كبيرة ودون أدنى رحمة في الجامع مستخدما الركل برجليه والضرب بالعصا على الرغم من محاولات الطالب الإفلات منه. المقطع أظهر حالة من الخوف على بقية الطلاب الذين لم يجرؤا على التدخل لوقف الاعتداء على زميلهم.