حققت المملكة تقدما مذهلا آليا وتقنيا أسهم في الحد من الإرهاب وتحجيمه وسد منافذ عبوره إلينا وإلى غيرنا، وتبنت دولتنا بما تحمله من غيرة على الإنسان وحرص على صيانة دمه وماله وعرضه برامج وأفكارا وقدمت مقترحات ورفعت توصيات على أن يشاطرها الآخرون ذات الهم ويتفاعلوا مع قضية شائكة أشغلت كل العقلاء والمنصفين وتطلعت إلى تفاعل ينم عن مصداقية في التصدي للتطرف وشروره، إلا أن البعض لا يزال يتبنى المواقف الباردة كونه يتوقع أنه بمعزل عن نار وعدوان وجحيم المتطرفين، وربما لم يزل البعض خارج دائرة الجدية في التعامل مع هذا العدو المكشر عن أنيابه، إلا أن من تبنوا خيار الخروج على ثوابت الوطن وأعلنوا عداءهم لكل ما هو إنساني بحاجة إلى وقفة رجل واحد واستراتيجية حازمة تطفئ نيران الشر في مهدها وتردع الهجمات المشوبة بغل وحقد على المجتمعات البشرية وعلى التطور الحضاري والتكامل الإنساني، وفي ظل ما تمر به المنطقة من حوادث ومشاهد كارثية تتطلع المملكة إلى إيمان جميع الدول بخطورة هذا التوجه الشرير وتحاشي مكائده ومكامنه ومواجهته بالفكر والعمل الميداني، كونه لم يعد هناك ما هو خارج نطاق استهداف هذه الكيانات المتوحشة المنتمية لأحزاب تدعي صلتها بالدين وأخلاق الصالحين ويأبى الله إلا أن يظهر عورهم، وربما أدى التغافل أو التساهل إلى استفحال الشر وامتداد كفوف الأذى ما يصعب المواجهة معه لاحقا، فتنظيمات داعش وما شاكلها اختارت التدمير وتقويض البنى والمجتمعات وإراقة الدماء ولا يليق بالشرفاء أن يقفوا موقف المتفرج وعسى ولعل أن يستبين الجميع الرشد قبل أن ينطبق عليهم قول دريد بن الصمة «أمرتهم أمري بمنعرج اللوى، فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد». عكاظ