لم يعد يقتصر دور هواة الغوص على المغامرة واكتشاف عجائب البحر وجماله، حيث تعدى ذلك للاهتمام بالجوانب الاجتماعية من خلال الرحلات التطوعية لتنظيف مياة عروس البحر الأحمر والمساهمة في نظافة البيئة البحرية. ويرى عبدالله الحربي أن الغوص رياضة تشهد إقبالا كبيرا من الشباب وتستأثر باهتمام شريحة واسعة منهم، كونها تأملية وتقود الشخص إلى اكتشاف عوالم جديدة، ورؤية مخلوقات غريبة تعيش في أعماق البحر، ويزيد: «الغوص نوعان الأول، ترفيهي، وهو آمن نسبيا في حال التقيد بوسائل السلامة وارتداء كامل معدات الغوص، والتي تتألف من أنبوب التنفس ومنظم الهواء والنظارة والزعانف والأثقال (توضع في منتصف الظهر لتساعد الغواص على الغطس لمسافات عميقة). فيما النوع الآخر ترفيهي تقني (الغوص الاحترافي)، وهو خطر لا يمارسه سوى الغواصين المحترفين، كونه يحتاج إلى نسبة أوكسجين أعلى من الغوص العادي، ويستخدم فيه غاز الهيليوم، وغاز النيتروجين والأوكسجين، ليحافظ الشخص على مستوى تنفسه، ويتمكن من الوصول إلى مسافات عميقة»، وتابع: «أمتع اللحظات التي عشتها في البحر حينما أنجزت تحديا يتمثل في الغوص لمسافة 50 مترا تحت أعماق البحر، حيث استغرق ذلك قرابة أربع ساعات، نصف ساعة قضيتها للوصول إلى قاع البحر، وأكثر من ساعتين لأتمكن من الصعود سالما»، وأردف: «فيما أصعب اللحظات التي واجهتها عندما شاهدت أشخاصا يتعرضون أمامي للغرق ووقفت عاجزا عن مساعدتهم، حيث جرفتهم الأمواج بعيدا بشكل لا يدع سبيلا لإنقاذهم»، وأضاف الحربي: «تطورت هذه الرياضة كثيرا حيث خصصت لها أجهزة إلكترونية حديثة تمكن الغواصين من الحديث مع بعضهم، وقياس المسافة التي يقطعونها تحت الماء وتوجيههم إلى الابتعاد عن أماكن الخطر، ويعاب عليه أنه مكلف، وكثير من الغواصين يفضلون التواصل بلغة الإشارة، وما يجب ذكره هنا تميز الروح التي يتمتع بها الغواصون والتي تتجلى بوضوح تحت الماء من خلال حرصهم على سلامة بعضهم، واطمئنان كل فرد على زميله وتأكده من التزامه بأدوات السلامة الأخرى وقياسه نبضه»، ووجه نصائحه للغواصين المبتدئين بضرورة التقيد بوسائل السلامة والغوص على شكل مجموعات لا يقل عددهم عن أربعة أشخاص، كما تقتضي أصول المهنة وعدم مخالفة توجيهات المدرب، والابتعاد قدر الإمكان عن أسباب المخاطرة، مؤكدا على الدور الاجتماعي الذي يقوم به بعض الشباب المنتمين لهذه الهواية من خلال مشاركتهم في حملات تطوعية للغوص على فترات مختلفة من السنة، لتنظيف مياه عروس البحر الأحمر، والمساهمة في الحفاظ على البيئة البحرية. ويجتمع كل من رياض الحويطي وعلي حمود وأحمد مصطفى في حبهم لهذه الهواية، مؤكدين أنهم يقضون أمتع الأوقات في ممارستها، مقدمين شكرهم لرجال حرس الحدود على الجهود التي يبذلونها لمساعدتهم والحفاظ على سلامتهم، مطالبين بجهة رسمية ترعى هذه الهواية وتنظيم المزيد من الفعاليات والمسابقات الملائمة للشباب.