في حادثة هزت أهالي منطقة جازان بعد تجرد مرتكبها من إنسانيته في تعذيب طفل يدعى «علي» الذي لم يتجاوز عمره الثماني سنوات بإحدى قرى محافظة صبيا شمال منطقة جازان. الكارثة أن المتهم في القضية ليس بغريب عن الطفل بل هو أقرب الناس له (الأب)، الذي انفصل عن أمه (يمنية) منذ عدة سنوات. وأعربت إمارة منطقة جازان عن أسفها البالغ لحادثة تعرض الطفل علي - 8 سنوات - للعنف الأسري من أقرب الناس إليه وهو الأب الذي تجرد من أبوته بتعذيب ابنه وسلخ (فروة) رأسه وحرقه بمواد التنظيف (الكلوركس والفلاش)، مسببا آلاما وجروحا بليغة للطفل الذي عجز عن الدفاع عن نفسه، ما أدى إلى نقله إلى مستشفى جازان العام. وقال المتحدث الإعلامي بإمارة منطقة جازان علي بن موسى زعله إن إمارة المنطقة تبدي استنكارها الشديد لما تعرض له الطفل من عنف جسدي، مؤكدة أنها تتابع ملابسات الحادثة. وأضاف زعلة أن القضية بكامل ملابساتها أصبحت في حوزة الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق المختصة ولا مجال للاجتهاد في تحليل أسبابها ودوافعها وبانتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيقات الجارية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك لجنة للحماية الأسرية مقرها الإمارة شكلت بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان تضم مندوبين من الجهات الحكومية المعنية (إمارة المنطقة والشؤون الاجتماعية والشرطة)، وهي تهتم بالمشاكل الأسرية والعمل على حماية أفراد الأسرة أيا كان العمر وبعض الفئات المستضعفة من التعرض للإيذاء بشتى أنواعه، مع نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول ضرورة حماية أفراد الأسرة من الإيذاء والعنف وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. وكشفت مصادر ل(عكاظ) وفقا لرواية الطفل المعنف، أن والده كان في وضع غير طبيعي وطلب منه أن يذهب مع أخيه للسرقة فرفض، وحينئذ اعتدى عليه بالضرب وسلخ فروة رأسه بالسكين، وسكب عليه سائل كلوركس وفلاش. «حقوق الإنسان» تتابع من جانبه أوضح المشرف العام على فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور هادي بن علي اليامي ل(عكاظ) أن الهيئة رصدت حالة الطفل منذ يوم الأربعاء وتواصلت مع مستشفى جازان العام، حيث تم التأكد من صحة الحالة ووجود الطفل بالمستشفى، ومن ثم تواصلت مع إمارة جازان والجهات الأمنية والشؤون الاجتماعية بالمنطقة لمتابعة الحالة، مضيفا أن الهيئة تحققت من الجهات الأمنية بمباشرتها التحقيق في الحادثة بعد التواصل مع شرطة منطقة جازان، كما تم التواصل مع الصحة التي أكدت أن الطفل تحت الرعاية الصحية اللازمة وأن هناك خطابات مع جهات أخرى لمتابعة الحالة، كل جهة فيما يخصها. وبين اليامي أن الهيئة تلقت الخبر عن طريق أحد المتعاونين وليس عن طريق المستشفى، متمنيا أن يكون هناك تعاون من المستشفى متى ما وصلته مثل هذه الحالات بإبلاغنا حتى نقوم بالدور الواجب علينا لحفظ حقوق المتعرضين للعنف الأسري. وأفاد اليامي بأن فريقا من هيئة حقوق الإنسان بعسير قام يوم أمس السبت بزيارة الطفل في منطقة جازان والتوجه للمستشفى لمتابعة حالة الطفل عن قرب، كما قام بزيارة سكن الأسرة للتعرف على الحالة المعيشية، مضيفا بأنه سواء كان الأب أو الأم أو الأخ أو أيا كان من قام بالعنف الأسري للطفل سوف تتم إحالته للجهات الأمنية وهيئة التحقيق والادعاء العام التي سوف تستكمل إجراءات التحقيق ثم إحالته للمحكمة الشرعية لاتخاذ الإجراء الشرعي وفقا لقانون الحماية من الإيذاء. وطالب الدكتور هادي اليامي بتطبيق الإجراء الشرعي وفقا لنظام الحماية من الإيذاء للمتسبب في حالة الطفل، مشيرا إلى أن القاضي هو المعني بالتحقق من وجود عنف أسري تعرض له الطفل وأن هناك قصدا جنائيا في الحادثة لتفرض العقوبة على المتسبب من القاضي بعد توفر الأدلة والإثباتات التي تؤكد وجود عنف أسري تعرض له الطفل، مؤكدا أن نظام الحماية من الإيذاء واضح وصريح وفيه عقوبات محددة لمثل هذه الحالات يحددها القاضي. القبض على الأب وكانت شرطة مدينة جازان قد أكدت على لسان ناطقها الإعلامي الرائد عبدالرحمن الزهراني القبض على الشخص الذي سلخ رأس ابنه وعنفه بشكل مبرح، مما استلزم تنويمه في المستشفى منذ يومين، مشيرا إلى أنه سيتم تحويل المتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. وقال الزهراني: ورد بلاغ إلى شرطة مدينة جازان من المستشفى العام يفيد بوجود طفل مصاب في رأسه في الثامنة من العمر برفقة والدته، وتم على الفور انتقال المختصين إلى المستشفى واتخذوا الإجراءات اللازمة لمعالجة الطفل، حيث اتهمت والدته طليقها (الأب) بارتكاب هذه الجريمة البشعة، فوجه مدير شرطة جازان بتكليف فرقة من إدارة التحريات والبحث الجنائي بإجراء التحريات والبحث عن الأب المتهم، الذي تبين أنه يسكن إحدى القرى التابعة لمحافظة صبيا، حيث تم القبض عليه وهو مواطن سعودي يبلغ من العمر 49 عاما، تم تسليمه لشرطة مدينة جازان تمهيدا لإحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. .. و8 مقترحات من «الوطنية» من جانبه قال ل(عكاظ) المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجازان الدكتور علي البهكلي أنه وبناء على ما ثبت لدينا من تعرض الطفل (علي .ح. أ.) للعنف الجسدي بقيام والده الذي يسكن في قرية أبو السلع بضربه وسلخ فروة رأسه بالسكين ورش سائل الفلاش والكلوركس على الجرح، قام المشرف العام على الفرع مساء الجمعة بزيارة الطفل في المستشفى العام بمدينة جازان، وذكرت والدة الطفل أنها منفصلة عن مطلقها والد الطفل وهو عاطل، ولها منه ستة أبناء وبنت واحدة وهي تسكن وأطفالها مع أخيها المقيم في مدينة جازان. كما ذكرت أن والد أبنائها طلب منها زيارة ابنهما (علي) له في مقر سكنه بقرية أبو السلع بمحافظة صبيا، حيث حدث الاعتداء. وذكر الطفل المعنف أن والده كان في وضع غير طبيعي وطلب منه أن يذهب للسرقة فرفض الطفل، وحينئذ اعتدى عليه والده بالضرب وسلخ فروة رأسه بالسكين، ودلق عليه سائلي كلوركس وفلاش، ونقل إثر ذلك إلى المستشفى. وأضافت والدة الطفل أنها يمنية الجنسية ومقيمة إقامة نظامية ومطلقها مواطن سعودي، لكنه لم يضفها أو أيا من أبنائهما إلى دفتر عائلته، كما أن كل الأولاد بدون ختان، وهم بلا سكن ولا نفقة ولا هوية، وحيث إن هذا الحادث المؤلم نتاج عوامل عديدة تشترك في وجودها وفي إزالتها أطراف عدة، فإن فرع الجمعية بمنطقة جازان يقترح الآتي: - سرعة إحالة الطفل المعنف إلى مركز طبي متقدم للمعالجة والتأكد من سلامة الدم، مما تعنى به وزارة الصحة. - استمرار إيقاف مرتكب التعنيف مع معالجته إن ثبت إدمانه المخدرات والمسكرات، والتوسع في التحقيق معه حول فعله الشنيع وإهماله أبناءه وتشجيعهم على السرقة وعدم الإنفاق عليهم. - الإسراع بإضافة أبناء هذا المواطن إلى دفتر عائلة والدهم وإكمال حصولهم على السجلات المدنية مما تعنى به إدارة الأحوال المدنية. - سرعة إجراء عملية الطهارة (الختان) للأولاد في مستشفيات وزارة الصحة. - تيسير إدخال الأبناء الذين لا يدرسون في مدارس وزارة التربية والتعليم. - تخصيص سكن عاجل للأم وأطفالها في مساكن وزارة الإسكان أو مشروعات الإسكان الخيري. - إدراج هذه الأسرة في خدمات الضمان الاجتماعي وتوفير الحماية الأسرية التي تعنى بها وزارة الشؤون الاجتماعية. - تشكيل لجنة مرتبطة بسمو أمير المنطقة لدراسة هذه الحالة وحالات العنف المماثلة، وتكون الجهات المعنية ممثلة في هذه اللجنة. وضعه الصحي مستقر من جهته أكد الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية بمنطقة جازان محمد صميلي أن مستشفى جازان العام استقبل الطفل وأدخل قسم التنويم، مبينا أن وضعه الصحي مستقر ولم يتعرض دماغ الطفل (المخ) لأي أضرار جراء الحادثة التي تعرض لها، مشيرا إلى أن المستشفى قام بإبلاغ الجهات المعنية لمتابعة الحادثة. أسباب العنف من جانب آخر، تشير المصادر إلى أن سبب اعتداء الأب على الطفل هو رفضه لطلب والده المتمثل في السرقة هو وأخوه، حيث كان الوالد في حالة غير طبيعية مما جعله يقوم بالاعتداء عليه بالربط على عينيه وفمه بقماش، وتجريده من الملابس، ليقوم بعدها بقطع فروة رأسه وسكب مادة التنظيف عليه، بالإضافة إلى ضربه المبرح في جميع جسده.