عموما فبعد زمن من تفرد الدايات بمهنة التوليد، استلمت هذه المهنة من الدايات (قابلات).!. والقابلة هي ممرضة تعلمت مهنة التمريض في الطب عموما ولكن لها اهتمامات خاصة بالتوليد.؟. وعمل القابلة لا يختلف كثيرا عن عمل الداية إلا أنها تعلمت مبادئ الحمل وطريقة الولادة وبعض ما ينتج عن ذلك من مصاعب ومضاعفات، وأصبحت لها (شنطة) فيها معقم ولها مقص نظيف وخيط لخياطة العجان إن لزم بعد الولادة وفي شنطتها حبوب مسكنة وقفاز طبي ومطهر..!. وفي بداية عملي بعد حصولي على التخصص في أمراض النساء والتوليد تعرفت أو تعرفت على (داية) ممن اكتسبن شهرة وحب وتقدير من الكثير من أهل الرياض من علية القوم وغيرهم، إنها (أم علي) سيدة من نجد تخطت منتصف العمر ولها حضور وشخصية محبية. وكانت قد بدأت التوقف عن مزاولة مهنة التوليد بعد أن كانت أشهر داية في الرياض توقفت لعدة أسباب كما عرفت منها انتشار القابلات العاملات في المستشفيات في الرياض وبخاصة مستشفى الشميسي الكبير، ومن الأسباب تواجد الأطباء بكثرة سواء من العاملين في المستشفيات في الرياض أو من الذين يستدعون من بريطانيا وغيرها للإشراف على ولادات الأميرات وعلية القوم ممن كانت تتولى هي مهمة التوليد لديهم. عرفت (أم علي) وكانت قد استبدلت مهمة التوليد بيدها بأن أصبحت وبحكم صلاتها القديمة مع السكان ومع علية القوم وبخبرتها عن الأطباء العاملين في زمانها، واسطة خير بين الأطباء والمحتاجين لهم، وفرحت يرحمها الله باستيلاء الأطباء والطبيبات المختصين في عملية التوليد على هذه المهنة لمعرفتها بما كان يحدث من مآسٍ ومضاعفات للوالدات.؟. ثم (استولى) الأطباء الذكور على مهنة التوليد.!. وظلوا سنوات كذلك إلى أن أراد الله والحمد لله وبدأت الإناث من الطبيبات يشاركن أو يسترددن هذه المهنة من الرجال.