أعرب عدد من المقربين للراحل عن حزنهم الشديد لفقدانهم الدكتور سليمان فقيه، معددين كثيرا من مناقبه في مجال الصحة والذي اتصف بالخير والعطاء، مثنين على يده البيضاء على المحتاجين. وأضافوا أن الفقيد كان رجلا صادقا ونقي السريرة صاحب خلق ومتواضعا ومحبا للخير وسباقا للعطاء، داعين الله سبحانه وتعالى أن يجعل مثواه الجنة ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. ووصف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، الدكتور سليمان فقيه بالرجل الخلوق الهادئ الذي ظل أنموذجا مشرقا في الجد والاجتهاد والعمل الوطني الفعال الذي أبرزته عدة منجزات خصوصا في المجال الصحي، فضلا عن حرصه على خدمة المرضى، ومواقفه المشهودة في هذا المجال، واعتبره من أوائل الاطباء السعوديين الذين بادروا بإنشاء المستشفيات الخاصة. وأكد وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه، أن الفقيد الدكتور سليمان فقيه واحد من أبرز الشخصيات المجتمعية الرائدة في العمل الإنساني، وشكل من خلال اهتمامه بصحة الإنسان علامة مميزة في حرص أبناء الوطن على القيام بمشروعات تسهم في الارتقاء بالصحة. وأفاد أنه شخصية سعودية عالمية جسدت صورة المواطن في شرف الأمانة وتحمل المسؤولية، وكان صورة للطموح والأحلام والارتقاء وروح الحب لوطن غال من أبناء مخلصين لوطنهم وأمتهم. من جانبه، نوه أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار بمآثر الفقيد، وقال: «فجعنا بنبأ وفاة الدكتور سليمان فقيه فسيرته معطرة بالخير والاعمال الانسانية، منذ أن بدأ حياته الخاصة في شارع غزة وكان من رواد الطب في مكة»، مؤكدا أنه ترك بصمة في المجتمع وأسهم في تبني وعلاج بعض الحالات المحتاجة. و قال مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداوود إن الدكتور سليمان فقيه (رحمه الله) كان يتمتع بالرؤية الثاقبة والفكر النير، وهو من أوائل القياديين الذين جمعوا بين المهارة في الطب والإدارة، وكان ناجحا ومثالا يحتذى به، واصفا الفقيد ب(الشخصية الفريدة)، لمتابعته العمل بنفسه وحرصه على العاملين والاهتمام بهم، ونحن نودعه اليوم لا ننسى إنجازاته في مجال الطب، حيث كانت حياته زاخرة بالإنجازات والأعمال الإنسانية الجليلة وتدرجه في العديد من المناصب الإدارية. كما أكد المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بجدة الدكتور طارق بن عبدالله لنجاوي، أن الوسط الصحي فقد رجلا من رجالاته المميزين في المجال الطبي، مبينا أن الدكتور فقيه رحمه الله كان من أوائل المبتعثين إلى جامعة القاهرة لدراسة الطب، ويعتبر أول سعودي حصل على شهادة البكالوريس والدبلوم في الامراض الباطنية. وأضاف أن الفقيد كان يمثل لنا الجيل الاول، كرس معظم حياته في خدمة هذه المهنة الانسانية، وتولى العديد من المناصب الحكومية في المجال الطبي مشاركا في وضع اللبنات الاولى بالمجال الصحي، وكان دمث الأخلاق محبا للخير ساعيا اليه صارما في عمله دقيقا فيه، طور مفهوم المستشفيات الخاصة وحرص على التفوق والتميز في هذا المجال وله اسهامات كثيرة تختزنها ذاكرة تاريخ الوطن. وتحدث المدير التنفيذي للتشغيل بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني في القطاع الغربي العميد خالد باكلكا أنه التقى بالفقيد أكثر من مرة وكان همه مساعدة المرضى في المستشفيات الخاصة ويعتبر من رموز الأطباء الصحيين الاولين، حرص على إعداد الكوادر الصحية السعودية لسد النقص ويعتبر من الرعيل الأول الذي وضع لبنات ملموسة في الخدمات الصحية. و أبان الدكتور فيصل العقيل أن الفقيد يعتبر رجلا من أعلام الطب في المملكة، مكافحا بنى صرحا طبيا وسيكمل ابناه الدكتور مازن والدكتورة منال مسيرته في خدمة المرضى وسيبقى اسمه خالدا في الذاكرة، داعيا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. فيما أبدى رئيس الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة الدكتور طارق جمال، حزنه العميق لرحيل الدكتور سليمان فقيه قائلا: كان من أقدم الأطباء الذين خدموا وأخلصوا في هذا المجال منذ أعوام، وكنت أحد مرضى الفقيد في عيادته بمنطقة الغزة حين كان الكشف بخمسة ريالات آنذاك، اقتربت منه كثيرا من خلال عملي معه في مستشفاه وزادت علاقتي به، وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. بينما أكد مدير مستشفى الملك فهد الأسبق الدكتور أحمد عاشور، أن الدكتور سليمان فقيه (رحمه الله) إنسان وطني في المقام الأول قبل أن يكون طبيبا، تقلد العديد من المناصب الإدارية في القطاع الحكومي وكان له دور كبير بالمجال الطبي وبصمة واضحة وحقيقية في التطور الطبي بالمملكة، بعدها تحول إلى القطاع الخاص وكانت له إسهامات كبيرة في هذا المجال من خلال المستشفى الذي أسسه ويعتبر من المستشفيات المميزة وكان تحت إشرافه وإدارته بحكم خبرته الطويلة. وذكر عاشور أن الدكتور سليمان فقيه أسس منهجا إنسانيا، من خلال مشاركته الفعالة في الخدمة الاجتماعية والجمعيات الخيرية، وتبني المستشفى رعاية المرضى المحتاجين ممن لا يستطيعون تحمل أعبائه المادية، بالسعي معهم لدى أصحاب الأيادي البيضاء لتغطية نفقة علاجهم، مضيفا: «أثناء عملي مديرا لمستشفى الملك فهد العام بجدة كان هناك تعاون دائم بين الحكومي والخاص لجميع الاحتياجات لمستشفى الملك فهد وبدون مقابل، وأننا فقدنا إنسانا كريما ورجلا اجتماعيا رحمه الله رحمة واسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون. وأفاد مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، أن سيرة الدكتور سليمان فقيه رحمه الله تعالى عطرة وكان الإخلاص عنوانا في حياته، من الأوائل الذين عملوا على تطوير القطاع الطبي الخاص، ووضع بصمة واضحة في هذا المجال، مؤكدا أننا نعيش لحظات حزينة بفراقه. إلى ذلك، قال الدكتور عبدالرحمن عبدالمحسن الشيخ: عرفته منذ أعوام طويلة، عندما من الله علي بالعمل معه عن قرب قبل أكثر من 15 عاما، وكان - رحمه الله - شخصا وطنيا، لمست ذلك طوال تلك السنين، كان حريصا على راحة المرضى وتقديم الخدمة لهم دون تردد، من خلال تفقده وزيارته اليومية لتلمس احتياجاتهم. وأضاف أن الفقيد كان ينزعج كثيرا إذا وجد أي تقصير في حق المريض، وكان حريصا أن ينقل كل ما هو جديد في الطب إلى بلدنا حتى أصبح مستشفاه عالميا وكل ذلك في خدمة وطنه ومجتمعه.