دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إيران إلى تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني وحثها على التعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب.. مؤكدا أن اليمن تعايش مع جميع المذاهب منذ أمد بعيد ولم يشهد أي خلاف للنسيج الاجتماعي. جاء ذلك، خلال لقاء الرئيس اليمني عددا من الشخصيات الاجتماعية والسياسية وزعماء القبائل من جميع المحافظات اليمنية، مشيرا إلى أن اليمن تعمل من أجل الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة. من جهته، توعد وزير الدفاع اليمني، اللواء محمد ناصر أحمد، بالتصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار بلاده، في إشارة إلى التصعيد الذي تمارسه جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء. وقال اللواء أحمد في كلمة له أمام وحدات من الجيش اليمني، إن «القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام كل ما يهدد الأمن والاستقرار وستتصدى بكل قوة للإرهاب والتخريب». ودعا وزير الدفاع اليمني جميع الأطراف والقوى في البلاد إلى تحكيم العقل والمنطق وتغليب مصالح الوطن العليا، ونبذ كل أشكال العنف وتجريم اللجوء للسلاح. من جهة ثانية، صعد الحوثيون حصارهم على العاصمة صنعاء أمس بقطع الكهرباء وعرقلة إمدادات المشتقات النفطية القادمة من محافظة مأرب لليوم الثاني على التوالي، بعد سيطرتهم على مثلث «الجوفمأرب» الذي تخوض فيه قوات الجيش مواجهات معهم. ويعيش قاطنو العاصمة اليمنية منذ أمس الأول في ظلام متواصل في محاولة عدها مراقبون للشأن اليمني لتأليب قاطني العاصمة ضد السلطات الرسمية وكسب الرهان الشعبي. وأفادت مصادر محلية، أن الحوثي حاول مد خيامه نحو مصالح حكومية لكن السلطات الأمنية حالت دون ذلك، إذ عمدت قوات مكافحة الشغب إلى محاصرة تلك المخيمات والدخول في مفاوضات عبر شخصيات ومشايخ أفضت إلى فتح خط المطار، في حين لا يزال أنصار الحوثي يلوحون بقرب موعد التصعيد النهائي داخل صنعاء. إلى ذلك، بدأت القيادات الحوثية إطلاق «حرب الشائعات» عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومحاولات إرباك المشهد اليمني والإشارة إلى أن الحوثي لا يزال يمتلك الوقت حتى 26 من سبتمبر للسيطرة على صنعاء، وهو ما جعل كثير من المراقبين يعتقدون أن الموعد بات قريبا جدا لتحرك الحوثي نحو الفوضى وتفجير الوضع عسكريا. غير أن مصادر مطلعة في الأوساط السياسية اليمنية أكدت ل«عكاظ»، أن هناك مفاوضات تجري حاليا يقودها قبليون لكنها لم تحقق أي نتائج بعد، مبينة أن الوسطاء يسعون لإيقاف أي عمل همجي، لكن الحوثيين على ما يبدو لا يملكون القرار وليس لديهم أية نية لتجاوز الأزمة الراهنة، إذ إنهم يسعون بكل قوة لإرباك الوضع الداخلي وإفشال مخرجات الحوار الوطني . من جهة ثانية قتل 12 شخصا على الأقل في اشتباكات ليل الجمعة بين قبائل مدعومة من الجيش والمتمردين الحوثيين في محافظة الجوف شمال صنعاء. وذكرت مصادر القبائل، أن القتال اندلع في منطقتي الغيل ومجزر على مشارف محافظتي الجوفومأرب شرق صنعاء ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، ليرتفع عدد القتلى في الاشتباكات منذ الخميس إلى 34 شخصا. وقالت المصادر: إن 20 جنديا و14 متمردا قتلوا. واستخدم المتمردون نيران الدبابات والمدفعية ضد القوات الحكومية ورجال القبائل الذين يدافعون عن المنطقة.