أكد عدد من المسؤولين وأهل الرأي أن مطالبة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشباب بعدم الانسياق وراء دعاوى الجهاد ونصرة الإسلام تحت رايات مجهولة ومبادئ منحرفة، بمثابة دعوة حكيمة، مؤكدين في نفس الوقت أن جميع الجهات التربوية والدينية والتعليمية مطالبة بتحصين الشباب ضد الفكر المنحرف وترهات خوارج العصر. «عكاظ» طرحت تساؤلاته على العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين بداية بين الدكتور حزاب الريس أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود أن بعض الدعاة انحرفوا عن مبادئ الدين الإسلامي الصحيح لكسب الشعبية الجماهيرية لذا فنحن نحتاج إلى تكثيف التوعية بمبادئ الدين الإسلامي السمحة والتي تقبل بالتعامل مع الآخر وتنبذ العنف والكراهية، كما نحتاج إلى حملات توعية على كافة المستويات وفضح الفكر الدعوي الضال والوقوف لهم بالمرصاد حتى يعاد صياغة الفكر من جديد فكر الدين الإسلامي الصحيح دين الرحمة ودين التسامح ودين القبول بالآخر. أما قضية الذهاب إلى دول الجوار للانضمام إلى ما يسمى داعش أو سواها فلا يكفي فيه فتوى أو موعظة فلا أظن أن الذي ينوي الذهاب ستمنعه الفتوى لا سيما وهو لا يثق بقائلها فهذه الظاهرة بحاجة إلى عدة أنواع من العلاج تبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة والإعلام وعدد من وزارات الدول الأخرى. والأهم من ذلك كله معرفة الطرق التي تصل فيها الكلمة إلى قلب الشاب وعقله فهؤلا لا يكفيهم الوعظ أو الفتوى ولا يثقون بكل أحد، ومن هنا لا بد من وضع خطط تتناسب مع عقولهم ولا بأس من الانتظار فلا يمكن الحصول على نتائج سريعة في موضوعات مثل هذه. من جهته أوضح الدكتور أحمد المعبي كبير المحكمين بمركز التحكيم الدولي أن مواجهة ظاهرة التطرف يجب أن يتصدى لها الجميع الاسرة والمدرسة والمسجد والاعلام، فكثير ممن غرر بهم يعتقد انه في سبيل الله، وهنا تجب توعية دينية عن القواعد والشروط للجهاد في سبيل الله، معتبرا أن هناك بعض الفئات من المجتمع أو الجهات مازالت تمارس عملية التشدد الديني في تعاملها مع الآخرين. وأضاف إن على الخطباء أن يسعوا إلى تحذير الناس من بشاعة جرائم أصحاب هذا الفكر واستحلالهم لدماء الآخرين وإخلالهم بالأمن، وأن فكرهم الإرهابي والتكفيري يمثل خطرا على العقيدة وأمن الوطن. وأكد أن المملكة لها دور كبير في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وعلى جميع المستويات المحلية، الإقليمية والدولية، وسعت دائما إلى توحيد جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب. وأوضح الشيخ الداعية المعروف محمد علي العبداللطيف أحد طلبة ومرافقي سماحة المفتي قائلا: فيما يخص مواجهة الفكر المتشدد أولا بالرجوع لمصادر التلقي المجمع عليها الكتاب والسنة، وإلى فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان.. لحديث «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء» ولحديث «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر». كما أنه يجب الاجتماع ونبذ الفرقة والسمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف وتفنيد أفكار الخوارج والرد عليها بالأدلة النقلية والعقلية وتوعية الفرد والمجتمع عن مدى خطورة هذا الفكر الدخيل وهي مسؤولية الجميع العلماء والدعاة والخطباء والموجهين والمعلمين من باب كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. من جانبه أوضح الداعية سعيد حماد أن فكر ما يسمى داعش خطير وأرى أن يبدأ بالعلماء وأن يعمل لهم ندوات ومؤتمر لمواجهة هذا الفكر ويتبنى التلفزيون والقنوات الأخرى بيان حقيقتهم وخطرهم على بلاد الإسلام وخاصة أهل السنة. وفي منطقة الباحة أكد سالم أحمد بركات على أنه يجب على أبنائنا وإخواننا الشباب عدم الانسياق وراء الشبهات أينما كانت وعدم الأخذ بها لأنها تسبب الفتن ضد الدين والملك والوطن ويجب علينا -أبناء الوطن- الالتفاف الى قيادتنا الرشيدة واتباع كتاب الله في جميع أمور حياتنا، حيث هناك مغرضون يريدون الفتنة وزعزعة أمن هذالوطن بالشباب، ولكن الحمد لله شبابنا على قدر من الوعي. وقال أحمد خميس الغامدي نحن نثق في شبابنا كل الثقة ويجب عليهم أن يقوموا بالابلاغ عن أي شخص يتم الشك فيه، وأكد أن المغرضين يهدفون الى الاساءة الى شباب هذا الوطن وجرهم الى مواقع الشبهات وزجهم في امور ليس لهم أي معرفة ويريدون ان يستغلوا عفوية وحرص الشباب بأمور لا تحمد عقباها، فنحمد الله على ان شباب الوطن شباب واع وعلى قدر كبير من الفهم والادراك في أمورهم.