هدوء ما قبل العاصفة سيطر على مدينة عرسال الحدودية، مع تأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس (الجمعة)، أن عرسال قنبلة موقوتة، وهو ما ترافق مع حشود للمسلحين في جرود البلدة استهدفته طائرات النظام السورية بعدة غارات. عضو كتلة «المستقبل» النائب الشاب اعتبر أن الخطر الذي نحن أمامه هو خطر ينتشر على طول المنطقة ولديه إمكانيات كبيرة، لافتا إلى أن الخطأ الذي وقع فيه حزب الله أنه ظن أن سقوط القصير هو نهاية الحرب على الإرهاب، كما أخطأ بعض السياسيين اللبنانيين الذين اعتقدوا أن هذه المجموعات لن تصل إلى لبنان. ولفت النائب الشاب إلى أن الأضداد تجتمع اليوم لمكافحة هذا الإرهاب، وشدد على أن مكافحة الإرهاب في لبنان ليست قضية محلية بل تتطلب تكاتف جميع الفرقاء ومساعدة خارجية، معتبرا أن مقاربة البعض لهذا الملف فيها الكثير من التبسيط، وقال: «نحن في حالة حرب تستدعي مواقف وطنية وبطولية من الجميع». فيما أشار عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا إلى أن تعميم ثقافة السلام تبدأ بتربيتنا على قبول الآخر لا على الفكر الإلغائي، وبالتالي معالجة العنف الذي يعاني منه لبنان ومعالجته تكون باتباع سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا، مضيفا علينا العودة إلى الدستور والمبادرة فورا من دون أي تذاك إلى انتخاب رئيس للجمهورية وهو واجب قانوني دستوري ووطني. وأضاف «حزب الله يحاول القول أن كل عرسال بيئة حاضنة، وكل طرابلس حاضنة للتكفيريين، فطبعا لن تكون دعوة الحزب إلى الحوار صادقة»، مشيرا إلى أن الحروب التي خاضها حزب الله في سوريا دفعت بالمسلحين الذين يعتبرهم تكفيريين إلى القدوم إلى لبنان لا إلى الداخل السوري. فيما تمنى المدير التنفيذي لمؤسسة «لايف» المحامي نبيل الحلبي أن لا تكون المعلومات عن مقتل جندي لبناني مخطوف على أيدي المسلحين في جرود عرسال صحيحة، لافتا إلى أن لا معلومات مؤكدة عن هذا الموضوع، مشيرا إلى أن المساس بأي جندي لبناني من المخطوفين سيؤدي إلى توقف المفاوضات. وأوضح الحلبي أنه لم يكن هناك تضامن حكومي حول عملية التفاوض التي كانت تقوم بها هيئة العلماء المسلمين في هذا الإطار. من جهته، أعلنت قيادة الجيش، أوقف حاجز مستوصف عرسال التابع للجيش، سيارة بيك آب نوع هيونداي يقودها المواطن خالد محمد ديب كرنبي من دون أوراق قانونية، وضبطت بحوزته مسدسا حربيا مع الذخائر العائدة له، كما أوقفت برفقته المدعوين محمد عبدالساتر عكعوك وعبدالله محمد عكعوك من التابعية السورية، للاشتباه بمشاركتهما في القتال ضد الجيش في منطقة عرسال، وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم.