بوصلة التكامل تجسدت في ثنايا خطاب الأميرين «ليلة الجائزة» المشعل: «نجاحكم مصدر إلهامي».. الفيصل: «أنت أمير مكة الموفق» البارحة.. بين الفيصل البارع والمشعل الوضاء تناثرت كل جماليات الخطاب الأميري المكتسي قيم النقاء والوفاء في مساء تسربل حبا وودا ومشاعر احترام طرزت جمال اللقاء وبين ثنايا احتفالية عكست مدى الرؤى الثاقبة والمحبة الصادقة دار الحوار العفوي غير المعد سلفا لكنها القلوب تلاقت حبا ف«المشعل» خاطب المحتفى به «الفيصل»: «نجاحكم مصدر إلهامي» فجاوبه الأمير المكرم: «أيها المشعل الوضاء.. أنت أمير مكة الموفق» ولأن التكريم خالد في ذاكرة الأمير خالد.. استحضر بدايات الجائزة الكبرى التي أطلقها منذ ست سنوات ماضيات وقال متواضعا: كنت أسلمها وأقول: تستاهل أكثر واليوم استلمها وأقول: غيرك أجدر فاختزل أمير مكة الوضاء مشعل الوفاء مبررات التكريم وقال: «جائزة مكة تحتفي بإنجازك.. تتباهى بإبداعك.. وتتزين بنجاحك.. فهنيئا لنا ولوطننا بأمثالك».. ومضى الحفل البهيج الذي تسامر فيه الحاضرون على الخطابين الكبيرين وهنا يعزز المشعل سر التنمية الشاملة في بلادنا المباركة بقوله: «منطقة مكةالمكرمة عاشت وتعيش رحلة انجاز ومرحلة تنمية في كل مجالاتها ومشروعاتها والمنجزات والنجاحات لم تكن تتحقق إلا بتوفيق الله ثم دعم واهتمام قيادتنا الرشيدة» فيصدح أمير الفكر والإبداع الفيصل بالقول: «كفانا فخرا.. ملك انجاز.. على ارض إعجاز.. وشعب إباء.. على منجم نماء..». وتوالى سرد حديث الوجدان بين أمير مكة الذي نطق بلسان حال جبالها وسكانها حين قال للفيصل: «هذه الجائزة رمز محبة ووفاء وعرفان من كل أبناء هذه المنطقة لسموكم الكريم نظير كل العطاء». فتبسم الفيصل وصفق ورد بلسان عربي مبين: «لفتة نبيلة من مجتمع نبيل.. اعلم أني لست بأفضلكم.. ولكني حظيظ بكم.. بالأمس أعنتموني.. واليوم تكرموني». ولأن خلجات المشاعر في مساء كالبارحة تقف محتبسة في دواخل الروح إعجابا وفخرا اختزل الفيصل كل فرحه في القول: «كيف يوفيكم الشكر بياني... وانتم نبع البيان والتقدير.. كيف اعبر لكم عن امتناني.. وانتم آية التعبير». وفي مكةالمكرمة يظل العرفان والاعتراف لأهل الفضل ديدن الإنسان والمكان، أدار أميرها المحبوب مشعل بن عبدالله دفة الحوار صوب تاريخ السنوات الماضيات حيث خط مسيرة الفيصل الفريدة في البناء والتنمية بعبارات فارهة وقال: «في كل جزء من هذه المنطقة ومحافظاتها تظهر لمسة إبداع ولوحة انجاز وصورة تميز أنتم عنوانها بعملكم وإخلاصكم وتفانيكم لخدمة وطنكم في كل جزء من هذه المنطقة قصة نجاح صاغها سموكم بفكره ورسمها بريشة إبداع وأخرجها قصيدة نتغنى بها على الدوام». فحدق الفيصل في الحقبة الماضية وتأمل ثم تأمل وقال: «نحن لا ندعي ما لم نفعل.. ولا نفاخر بما لم يكن.. ولكنا في هذه البلاد على موعد مع المجد.. فمنذ التوحيد، وخيل التحدي، تعدو بالأب والجد.. نحرث الأرض بحثا.. ونستمطر السماء أملا.. ونزرع النماء.. ونسخو بالعطاء». كان مساء الوفاء فعلا.. وكانت تتويج أهل العطاء حقا وهكذا ستظل مكةالمكرمة مصدر إشعاع معرفي وقيمي يمكن من خلاله رسم خارطة تكامل حقيقي في نهج البناء وفي موطن العز والأمن والاستقرار الذي لن ينسى رموزه دوما وهذا ما جسده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي استهل خطابه بالشكر الجزيل لقوي الشكيمة باعث العزائم والهمم ملك التميز.. قائد النهضة الطموح.. ورائد المبادرات والانجازات المعجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثم فارس الإمارة والدفاع.. ولي العهد الشجاع.. الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وثالث الفرقدين.. مقرن الولايتين.. الأمير مقرن بن عبدالعزيز.. وعرج بذاكرته وذاكرة الوطن صوب رمزين خالدين فضل الفيصل استثمار المناسبة لتسطير وفاء متجدد لهما حين قال مفاخرا ومترحما: «ولن أنسى ما حييت الأميرين القديرين.. القائدين الرائدين، سلطان الخير ونايف المكانة.. ابني عبدالعزيز يرحمهم الله».