سبق أن كتبت رثاء في الصديق الأخ المرحوم الأستاذ الدكتور حسان حسن فطاني وبعثت به إلى جريدة عكاظ الغراء والتي تفضلت مشكورة بنشره في عددها رقم 4807 يوم الجمعة 19/10/1435ه وكعادة المقالات تعنون بعنوانها وتذيل باسم من كتب تلك المقالة «إلا أن الإخوة الكرام في جريدة عكاظ تفضلوا بوضع العنوان في أعلى الصفحة ثم فات عليهم كتابة «بقلم» ثم تلا ذلك اسم العبد الفقير إلى الله، الأمر الذي أدى إلى التباس القارئ ممن ليس لديه وقت لقراءة المقال، فتبرع البعض مشكورا -وقيل إنه الأستاذ ياسر أبو الجدايل أو الأستاذ فوزي بخاري- في نشر خبر عن وفاتي. إن الشعور الذي ينتاب المرء حينما يقرأ خبر نعيه شعور غريب يصعب على المرء وصفه حيث يشعر المرء كما ولو كان في قارب يبعد عن اليابسة، ومن رحمة الله بي أن الأهل حفظهم الله كانوا معي في برلين وإلا لحدثت أمور لا تحمد عقباها، كما أن انتشار الخبر كالنار في الهشيم أدى إلى تفاعل الكثيرين من أفراد الشعب السعودي الأبي، حيث اتصل بي بعض منسوبي السفارة يستفسرون استفسارات غريبة مثل هل الكهرباء تعمل بالمنزل! والآخر يسأل إذا كانت السيارة فيها بنزين! والثالث إن كنت سوف أذهب للسوق! استغربت كثيرا لهذه الأسئلة غير المتبعة، ولم أكن أتصور حينما اتصل بي الأستاذ لافي المطيري والذي كان لبقا وسألني عن صحتي وشكرته غير أنني لاحظت رنة أسى وحزن في حديثه وحاولت استدراجه إلا أنه أنهى المكالمة بسرعة، وإذ بشقيقي فوزي يتصل بي وكان قلقا للغاية وطمأنته بأنني ولله الحمد أتمتع بصحة جيدة، ثم سألت ابنتي أن تبحث في الوسائط الإعلامية، لتفاجأ بأن «تويتر» قد نشر خبر وفاتي. إن من نعم الله سبحانه أننا نعيش ضمن عائلة واحدة هي الشعب السعودي الذي يترحم ويتواصل ويتآزر في أوقات المحن، وإذ بي أتلقى رسائل هاتفية واتصالات من أقصى شمال بلادنا من «حقل» حيث عبر (أبو رامان وأبو راكان) عن شعورهما الرقيق نحو العبد الفقير إلى الله، كما عبر من أقصى الجنوب من جازان الدكتور مدني علاقي والدكتور قاضي مقبول عن شعورهما الأخوي الرقيق، ومن الشرق إلى أقصى الغرب تتوالى الرسائل والاتصالات من منسوبي وزارة الصحة ممن حظيت بشرف العمل معهم يستفسرون عن صحة الخبر (د. أحمد العلي) من الدمام. لست ناقما -لا سمح الله- على من أذاع الخبر إلا أنني أرجو منه أن يتوخى الدقة في مثل هذه الأخبار حرصا واحتراما لمشاعر ذوي الشخص الذي كتب عنه وكان الأحرى به أن يعتذر حيث إن الرجوع للحق فضيلة. أسأل الله عز وجل أن يمن على الجميع بالصحة والعافية وأن يحفظ لنا كياننا السعودي الشامخ والذي تغلفه المشاعر الودية الصادقة، كما أشكر كل من اتصل بي هاتفيا أو بريديا للاستفسار عن صحتي، وأسأل الله عز وجل أن أكون عند حسن ظن الجميع وأن لا يريهم الله أي مكروه. والحمد على العافية والصلاة والسلام على طه صلوات الله وسلامه عليه.