لا شيء يهم... تلتفت إلى وجهها المصلوب على مرآة أيامها تحزم حقائب الليل ترحل إلى الليل مثل فراشة تبحث عن الضوء حتى يميتها ضوء الليل تشتهي الحب... تتسول الحب... تذهب إلى هياكل الليل الرخيصة هناك حيث غبار الدخان ورائحة العرق... وفحيح أنفاس سهارى الليل أضناها الفقر والتعب لا مكانٍ خاليا في هذه الهياكل ضيقة... صغيرة... كأنها علب أعواد الكبريت محشوة باللهب والنار وتزاحم الأكتاف بالأكتاف وتضاد الأجساد بالأجساد لا شيء يهم... ليل... وفقر... وتعب وامرأة هلامية يضج بها الحنين بحثا عن مكان في حرائق اللهب بحثا عن قلب من ذهب هناك في علب الليل تفقد ظلها تحاول الإمساك بخيوط الدخان تتأمل الكؤوس النصف مملوءة لا ترى... غير وجه كأنه وجه قطة هاربة من برد الليل إلى الليل من يقوى على الإمساك بهذه المرأة...؟ لا أحد... يقول ساهر لرفيقه هل هي حقيقة...؟ كلا... إنها امرأة من دخان تأتي إلى هذه الحانة تذوب في ثنايا خيوط الدخان تستنشق رائحة عرق السهارى ثم تأخذ نصيبها من الليل... وترحل إلى الليل