اختتم أمس الجمعة في بروكسل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غير العادي والذي حضره 20 وزيرا فقط من ضمن 28 وزيرا نظرا للعطلة الصيفية، على الاتفاق على دعم الأكراد في شمال العراق بأسلحة غير قاتلة وذخيرة. في نفس الوقت، بدأت قوافل المعونات الإنسانية تتحرك إلى مدينة أربيل حيث يتواجد عدد كبير من النازحين من جبل زنجار والهاربين من إرهاب جيش ما يسمى بالدولة الإسلامية. وقامت الحكومة الألمانية بعد موافقة المستشارة أنجيلا ميركل أمس الجمعة بإرسال 4 طائرات من طراز «ترانس آل» الحربية وعلى متنها 36 طنا من الأدوية والمعدات الطبية والأغذية بجميع أنواعها. وحسب مصادر المستشارية، فإن الطائرات وصلت أمس الجمعة إلى مطار أربيل حيث كان في انتظارها مسؤولون عن الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية والذين تولوا توزيع المعونات سريعا. ونظرا لتحفظات القانون الألماني فيما يخص تصدير أسلحة إلى مناطق التوتر، فقد أكدت المستشارة ميركل في حديث لها لصحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار، إنه إذا كان من الممكن إيقاف المجازر في العراق عبر الأسلحة الألمانية فإنه ينبغي أن نبادر بالمساعدة. في المقابل، كانت ميركل قد أشارت قبل يوم من انعقاد اجتماع وزراء خارجية الأوروبي في بروكسل أمس الجمعة، أنها ستستخدم المجالات المتاحة في قانون تصدير الأسلحة الألمانية، ملفتة إلى أن الأزمة الخطيرة التي يتعرض لها العراقيون في شمال العراق وتقدم القوات التابعة للجماعة الإرهابية (جيش الدولة الإسلامية) يتطلب تضافر الجهود الدولية لوقف هذا المد. وعلمت «عكاظ» من مصادرها الأوروبية، أن الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي أعلنت رسميا عدم إرسالها لأي إمدادات عسكرية إلى شمال العراق وأن روما ستكتفي بالمعونات الإنسانية للنازحين العراقيين. وفي نفس الإطار، علمت «عكاظ» أن ألمانيا وفرنسا والنمسا تتصدر مجموعة أوروبية لكسب المملكة العربية السعودية وإيران وعدد من دول الشرق الأوسط في تحالف دولي لدعم العراق ضد الجماعات الإرهابية وجيش النصرة الإسلامي لا سيما بعد تنحي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. من جانب آخر، ناقش اجتماع بروكسل الطارئ الأوضاع في غزة والمفاوضات الجارية في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث اقترحت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الإسراع بإعادة تنشيط وتوسيع بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة معبر رفح وذلك بعد التأكد من التوصل إلى هدنة مستديمة لوقف إطلاق النار. وشدد الاجتماع على المطالبة بإعلان الدولة الفلسطينية وأنه لا يوجد بدائل لخيار الدولتين بناء على مقررات الأممالمتحدة. في نفس الإطار، ناقش الاجتماع الوضع في شرق أوكرانيا والعلاقات مع روسيا فيما طالب الاجتماع بضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وبشكل عاجل، فيما كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أجرت محادثة تلفونية في هذا الإطار مع الرئيس الفرنسي أولاند. هذا، وكانت ميركل قد شددت على ضرورة الحفاظ على قنوات الاتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبذلك أبرزت ميركل الموقف الألماني الرافض لعزل روسيا كما يطالب به الشركاء الأوروبيون.